الديكتاتورية تدمر وطنها

بقلم: عبد الصمد لفضالي
إن سبب هيمنة الدول الغربية على العالم هو أنها بقدر ما تكرس الديمقراطية و حقوق الإنسان داخل بلدانها بقدر ما توسع امبريالياتها خارج حدودها ٬ ليقينها بأن الديمقراطية و المساواة أمام القانون هو الأصل في الإستقرار٬ وأن الديكتاتورية هو الباب الوحيد للتدخل في الشؤون الداخلية للمجتمعات التي تعاني من كوارث الديكتاتورية و التسلط و الإستبداد ٬ فلولا ديكتاتورية بشار الأسد ٬ و رفعه لشعار ” إما أنا أو لا أحد ” ٬ لما استطاعت القوى الخارجية بمختلف توجهاتها الإنتهازية التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا ٬ و لما وجدت الجماعات المسلحة بمختلف شرائبها ما تبرر به ” جهادها ” ٬ فليس هناك أي قوة تستطيع بلقنة أو تدمير شعب يحتكم إلى صناديق الإقتراع .
الغرب يدعم الجماعات المسلحة من أجل إسقاط بشار الأسد -كما يزعمون – ٬ و روسيا و إيران و حزب الله يساندون الديكتاتور السوري عمليا و ميدانيا ٬ و داعش الارهابية و أخواتها لا تصنع أسلحة و لا رصاص و تقاتل بشراشة بالأسلحة والرصاص..! إنها مؤامرة رهيبة ضد سوريا و الشعب السوري .
إيران الخميني الذي وصف أمريكا بالشيطان الأكبر و روسيا بالشيطان الأصغر٬ وبعد أن صنفت إيران في محور الشر٬ أصبحت من قوى الموازنة بسبب دفعها واستغلالها عسكريا لتدمير الدول العربية نيابة عن القوى الإنتهازية ٬ لتحقيق مصالح استراتيجية على حساب الشعوب التي تداعى عليها الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها . لقد استفادت الدول العظمى من تورطها في الحربين العالميتين ٬ وبلغت من المكر عتيا ٬ وأضحت تستغل الديكتاتوريات لإذكاء الفتن بهدف تحقيق مصالحها الإستراتيجية وبيع خردتها العسكرية و تجريب أسلحتها اللاإنسانية ٬ و في نفس الوقت تحافظ على ديكتاتوريات أخرى ٬ كمشروع احتياطي لأسواق مستقبلية ٬ فمؤخرا قال الرئيس الأمريكي الجديد دوناد ترامب حول ما يدور بسوريا ٬ بأنه سيطلب من الدول التي لا تملك إلا المال – كما صرح – بأن تعطي من مالها لبناء مدن للسوريين آمنة و بعيدة عن الإقتتال ٬ فما سبب وصف الرئيس الأمريكي عرب البترول بهذا الوصف و ما الهدف من هذا الوصف .؟ أكيد أن العالم لم يعد يؤمن بصراع الخير و الشر ٬ ولكن أصبح يراهن على نتائج صراعات ما بين المكر السياسي و الغباء الإستبدادي.

 

اترك رد