هل الاحتفال بذكرى المولد النبوي بدعة ؟

بقلم: عبدالصمد لفضالي
إن بعض الفياقهة المحسوبين على ” الفكر السلفي ” يحاولون تبديع ( من البدعة ) ذكرى المولد النبوي ٬ مستتعللين في ذلك بأن النبي و الرسول الأكرم محمد ( ص ) لم يقم بالإحتفال بعيد ميلاده ٬مضيفين وجوب مخالفة معتنقي الديانات السماوية الأخرى في عاداتهم ٬ وهكذا يعتبر هؤلاء الفياقهة الإحتفال بالمولد النبوي كبدعة يجب الكف عن الإحتفال بها .في حين أن البعدعة شرعا هي التعبد لله بما لم يشرعه الله ٬ و هنا يضهر جليا بأن الإحتفال بالعيد المولد النبوي لا يرتبط لا من بعيد ولا من قريب بالبدعة ٬ وأن أم البدع هي استغلال الشكليات و الفروع الدينية لإذكاء الفتن بين الناس ٬ بينما الإسلام يدعو إلى الحوار بالحجة و السعي إلى توحيد الفكر التوحيدي بالإقناع ٬ ونبذ كل ما يتسبب في صراعات التفرقة بسبب الغلو و المذهبية و الطائفية و النعرة العرقية.
إن الإنسان له الحرية بأن يحتفل بذكرياته و نجاحاته ٬ و المجتمع حر بأن يحتفل بذكرى تحريره لأرضه أو ما شابه..٬ وهكذا فلا ضير أن تحتفل المجتمعات الإسلامية بمن أعاد الإنسان الى إنسانيته و فطرته ٬ كما أنه يمكن جعل هذه الذكرى مناسبة لإقتفاء أثر هذا الرسول العظيم في أخلاقه و دعوته للسلم و السلام وكل ما هو رحمة للإنسانية بمختلف أعراقها و عقائدها ٬ كما أنه – حسب رأيي – يجب مساندة ” اختلاف الآراء ” فمن شاء فليحتفل و من رأى غير ذلك فليفعل ما دام ذلك لا يحرض على التفرقة و التشدد . كما أنه واقعيا فأن معظم الحانات و الملاهي الليلية تغلق أبوابها بمناسبة هذه الذكرى مما يصب في مصلحة مدمني الخمور والمسكرات والذين هم على شفى الإنحراف ٬ عكس ما يقع من انحرافات و حوادت سير وتفكك أسري و مشاكل اجتماعية كارثية بسبب احتفالات آخر كل سنة ميلادية بسبب الإفراط في شرب الخمور٬ مما يصب في مصالح بارونات الفساد و الجشع و الدعارة و القوادة بهدف تكديس المال الحرام ٬ و ليس ذلك داخل المجتمعات الإسلامية فحسب بل في جميع أرجاء العالم ٬ فشتان بين من يدعو الى الإصلاح و السلم و نبذ العنف و من يعيث في الأرض فسادا .

اترك رد