أرزكورو: الكنز البيئي الذي عمّر أزيد من من ثمانية قرون

بالواضح – شيماء مرزوق

في الطريق نحو مدينة أزرو على بعد11 كيلومتر عن مدينة إفران، وتحديدا  بقرية أوكماس، توجد شجرة “كورو” التي فاق عمرها 800 سنة والتي ماتزال شامخة وسط باقي حفيداتها من أشجار الأرز في عمق سلسلة جبال الأطلس المتوسط.

ويعود أصل التسمية حسب سكان المنطقة، نسبة إلى مكتشفها الجنرال الفرنسي “هنري جوزيف كورو”، الذي كان مندوبا لسلطات الاحتلال الفرنسي بالمنطقة، والذي فقد يده اليسرى في إحدى المعارك التي خاضها مع الجيش الفرنسي، مما جعله يبدو مثل الشجرة التي تحمل اسمه.

يبلغ طول الشجرة المعمرة 42 مترا وعرضها 8 أمتار؛ تحوم حولها مجموعة من القردة التي تأتي لتقتات على المكسرات والمأكولات التي يقدمها إليها الزوار من أجل كسب ودها وأخذ صور تذكارية معها.

كما تعتبر المنطقة فضاء يحتضن الأنشطة الخدماتية لشباب وسكان القرية، حيث يبيعون الفول السوداني ويعرضون بعض منتوجات الصناعة التقليدية التي تميز المنطقة، كالزرابي ومجسمات مصنوعة من خشب الأرز، ويستأجرون الخيول والبغال والحمير للسياح والزوار، من أجل التنزه داخل الغابات الجبلية الوعرة إبان فصل الشتاء المليء بالثلوج وفصل الصيف، وكذا الاستمتاع بالمناظر الخلابة.

وتعد “أرزكورو” أقدم شجرة معمرة في إفريقيا وكنزا طبيعيا تزخر به المنطقة ومعلمة بيئية صامدة اتجاه الظروف المناخية والزمنية.

اترك رد