العالم الافتراضي اليوم وضرورته في الحياة العامة

بقلم: مليكة العرابي

العالم الافتراضي فيسبوك من بين مواقع التواصل الاجتماعي التي تلقى إقبالا كبيرا من قبل مختلف الشرائح الاجتماعية في مجتمعنا، إذ أصبح اليوم يستحوذ على أغلب نقاشاتنا وتفاعلاتنا، في مختلف عمليات التواصل، فقد أفقدنا أهلنا وذوينا واللعب واللهو والمرح كما كنا من قبل باعتبارنا نجد مهجتنا فيه مع أناس آخرين لا نعرفهم حق المعرفة. وباعتبارهم الطرف الثاني في حياتنا بعد الأهل، فقد نصيب أو نخطئ مع الأصدقاء في هذا العالم الافتراضي، إلا أن ضرورته تبقى ملحة نظرا لسرعة تبادل المعلومات والتواصل فيه وتقريب الآخر البعيد جغرافيا عنا، مما يسهل انتقال المعلومة وتبادلها في وقت قياسي، وهو الأمر الذي يجعله أداة ضرورية في تطوير البنية الفكرية للفرد ومن ثم الجماعة.

      حيث أسهم هذا العالم الافتراضي اليوم بشكل كبير في الحراك السياسي والاجتماعي الذي عرفه العالم العربي مؤخرا، فقد كانت بداية هذا الحراك في كل من مصر وتونس عبارة عن نداءات أو صيحات شبابية عبر شبكات العالم الافتراضي، لتتحول إلى قوة ميدانية بعد استلهامها من قبل شباب هذه المواقع التواصلية فكانت الاستجابة في أوساطه. ومما يبرز سرعة انتشاره ومدى تأثيره في مختلف جهات العالم ما أكدته إدارة “فيسبوك” بقولها إن لديها الآن 1.23 مليار مستخدم شهريا الأمر الذي يجعلنا نقول بأن ضرورة الفيسبوك تبقى ملحة. إلا أن طريقة استخدامه يجب ترشيدها وتوجيهها لتخدم الفرد ومن ثم الجماعة بغية تحقيق وعي اجتماعي وثقافي في اتجاه تأسيس مجتمع العلم والمعرفة.

اترك رد