المذهب التبريري عند إلياس العماري

بقلم: حسن المولوع

لا شك أن المتتبع لإلياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة والذي يشغل منصب رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة سيلاحظ أن مجمل تصريحاته تتخذ من التبرير مذهبا ومن التهرب من المسؤولية منهجا وسلوكا ، فدائما ما يربط فشله سواء الحياتي أو السياسي بالظروف .
ففي أحد حواراته سيسأله مدير نشر أحد المواقع الإلكترونية عن خرجة لقيادية بحزب يساري تقول في مضمونها مامعناه أن إلياس العماري لا يستحق أن يكون زعيم حزب كونه لا يتوفر على مستوى علمي أكاديمي مشرف يليق بزعيم حزبي ، وهنا سيجيب بصوت متهدج يخالجه البكاء المصطنع “لوكان أبي مثل أبيها لأكملت دراستي ..لم نكن نتوفر…لم يكن عندي..لم أستطع..إلخ” وستمر الأيام ويسأله نفس مدير النشر في حوار آخر بمقر حزبه عن الريف ، وسيجيبه بنفس الطريقة ” راسلت ولم يفعلوا..أنا مجرد رئيس جهة..راسلتهم وقالوا لي..” وهنا يتبين أن شخصية إلياس من الشخصبات العنيدة التي لا تعترف بفشلها ، فمثلا كأن يقول لقد كنت كسولا في القسم أو يقل كان دماغي لا يستطبع تخزين المعلومات أو ما شابه ذلك لكنه يأبى إلا أن بحمل مسؤولية فشله إلى الظروف وبالخصوص في هذا الباب لأنه يعلم في قرارة نفسه أن الناس سيتعاطفون معه أو بالأحرى سيتعاطفون مع الفقر الذي يدعي أنه عاشه خصوصا عندما يضع في بروفايله صورته رفقة المرأة الفاضلة أمه وذلك بغية اللعب على عواطف المتابعين له أنه رجل “مرضي” وأنتم تعلمون أنه بالإضافة إلى اعتماد ورقة الفقر في التصريحات السياسية فهناك أيضا اعتماد ورقة رضى الوالدين فهي مفتاح للقلوب .
إن إلياس العماري يلعب في الزمن بدل الضائع ويحسب أنفاسه الأخيرة سياسيا ومع ذلك فهو لا يريد الإعتراف بأنه فشل وأفشل حزبه الذي راهنت عليه جهات لكنه أدخل الحزب في صراعات شخصية مع ابنكيران بالخصوص ، والسبب في ذلك عندما وضع رجله الأولى في طريق الفشل ، حيث أن الحزب تأسس ( حسب ما يروج) من أجل بعض الهاربين خارج أرض الوطن والذين تلاحقهم تهم الإتجار في المخدرات وتهم أخرى ، فكان حينها العماري رجل ظل بالحزب يفاوض من أجل أن يرجعوا إلى أرض الوطن بتلك الأموال الموزعة على بنوك أجنبية في مقابل أن يحضوا بالعفو ، بحكم أن الحزب سيكون رئيسه حتما هو وزيرا أولا وهذا الأخير ستكون له علاقة في التأثير لحصول أولئك على العفو شريطة إرجاع تلك الأموال التب تقدر ب800 ألف ملبار دولار لكن ستأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن عندما ظهر الربيع العربي الذي سيربك كل الحسابات وسيصعد حينها حزب إسلامي للحكم تحت راية دستور جديد ، وسيكون عبد الإله بنكيران رئيسا للحكومة ، وهنا سيبدأ ابن كيران بالتفاوض مع الهاربين لنفس السبب وسيتم تهميش العماري وسيظهر هذا الأخير بعد ذلك في الحزب بعدما كان ظلا فيه ، وسيبدأ الصراع الشخصي بينه وبين ابنكيران الذي سيفشل هو الآخر في مهمة التفاوض مع الهاربين للرجوع بأموالهم مقابل العفو عنهم وأعتقد أن هذا من الأسباب التي عجلت برحيل بنكيران وأعتقد كذلك أن شعو من ضمن تلك المجموعة.
سيعيش المغاربة سيناريو الصراع الخفي بين العماري وبين بنكيران والمفاجأة سيظهر شخص له قوة ونفوذ إنه عزيز أخنوش الرجل الطارئ على السياسة الذي أحدث حالة الطوارئ وبسببه سيعفى ابنكيران لأسباب معروفة وأخرى مجهولة وسيتم تهميش العماري بعد ذلك وسيصبح دوره محصورا في حزبه وفي الجهة التي يرأسها ، لكن العماري لم يستسلم فأنشأ حسابا فيسبوكيا بعدما فشل مشروعه الإعلامي الذي أسسه في آخر ساعة من الصراع ، وسيبدأ من خلال حسابه بتصفية حساباته الشخصية عن طريق الهمز واللمز ، ولعلكم تلاحظون أن إلياس دائما يذكر بماضيه النضالي في كل تدويناته وتلك رسالة إلى أخنوش كونه ليس رجل سياسة ولم يعش في النضال ..الخ.
ولهذا السبب من بين أسباب أخرى سينشب صراع كبير سيروح ضحيته الريف وسنبدأ بسماع رواية من المسؤول..الخ (يتبع )

اترك رد