المغنية أحلام…داعية؟

بقلم: عبدالصمد لفضالي

قالت المغنية الإمارتية أحلام خلال حوار مع موقع “بوابة فيتو” أن الغناء ليس محرما وأنها لم تجد نصا قرآنيا يحرم الغناء وهو فن مثله مثل أي مهنة، وأكدت أن لديها شعورا داخليا بأنها ستكون داعية إسلامية و وقتها ستعتزل الغناء والفن. نقول للسيدة أحلام بأن هناك أمور حرمت صراحة بالنص والحديث، وأمور لم تكن موجودة أو شاذة أو نادرة في عهد البعثة النبوية لم تحرم بالنص أو الحديث لكنها تحرم بعد حدوثها بالاجماع أو بالقياس مثل المخدرات، وذلك بسبب تأثيرها السلبي على العقل والصحة والأخلاق، فالآية الكريمة ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ) يعني الإغترار بالشيء تراه بحجم كبير وفي الواقع لا يساوي شيئا، فاللهو هو ما يلهي عن العمل الصالح سواء كان تعبديا أو تعامليا أوعمليا أو يؤثر سلبا على الأخلاق، واللعب هوما يضيع الوقت بما لا ينفع الفرد والمجتمع، والغناء يمكن تصنيفه في خانة اللهو، و كسؤال موجه للسيدة أحلام، ماذا تستفيد هي من الغناء؟ وماذا يستفيد معجبوها؟ والجواب هو أنها تستفيد هي ماديا لا غير، وخصوصا إذا كان الغناء أو “الفن” يقتل الهمم ويوقد الفتن ويحرض على الميوعة على حساب الأخلاق، وارتفاع عدد المعجبين لا يعتبر نجاحا كما أن ارتفاع عدد مدمني الدخان لا يعني بأن الدخان غير ضار، والسيدة أحلام يجب أن تعرف بأن شهرة المغني وثراءه يغري الأجيال الناشئة بإقتفاء طريق الغناء الذي لا ينفع المجتمع في شيء، مع العلم أن الفن بصفة عامة ليس من الأولويات خصوصا لدى المجتمعات الغير المتقدمة، فلو أن هذا الكم الهائل من أساتذة الرقص والغناء الذي يتفرخ على مدار الساعة بالدول العربية كان لنا مثل عدده من أساتذة العلوم الفضائية واﻹقتصادية والطبية لكنا في مقدمة الشعوب المتقدمة، كما أن الغناء أو ما شابهه لم يكن يسمع به في التاريخ اﻹسلامي إﻻ في مراحل انحطاط وسقوط اﻹمبراطوريات والدول التي أعقبت الخﻻفة الراشدة، وما تخلفت معظم المجتمعات إﻻ بترجيحها كفة الفن على كفة العمل، فالميوعة والتشدد وجهان لعملة واحدة تدمر المجتمعات، وما قول السيدة أحلام بأن لديها شعورا داخليا بأنها ستكون داعية إسلامية إﻻ برجوعها بين الفينة والأخرى إلى فطرتها السليمة.فهل تستطيع السيدة أحلام أن تكون داعية إسلامية و في نفس الوقت مغنية؟ طبعا لا. أنا لا أجزم بأن كل الغناء حرام، كما أنه يجب على السبدة أحلام بألا تجزم بأنه غير حرام. (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) ولهو الحديث يعني الحديث الباطل وأصوات الباطل و يدخل في ذلك الغناء بهدف إبعاد الناس غن العمل الصالح كما فسر ذلك ابن مسعود (ض) وغيره. أنا لا أقصد شخص السيدة أحلام ولكن أقصد حوارها بموقع ” بوابة فيتو “.

اترك رد