قراءة في تصريحات سلوى بوشعيب وتصريحات محامي سليم الشيخ

بقلم: حسن المولوع

إن المتتبع لقضية سليم الشيخ المدير العام للقناة الثانية (2M) وسلوى بوشعيب التي كانت صحافية متدربة بنفس القناة والتي تدعي عبر تصريحات لها على اليوتيوب أنه تم اغتصابها من طرف المدير المذكور ، سيكتشف أن هناك العديد من الملابسات التي تحيط بهذه القضية ، خصوصا وأنها انفجرت قبيل الاستعداد للاحتفال بعيد ميلاد القناة الذي يصادف ال 3 من مارس من كل سنة وأيضا الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي يتزامن وتاريخ ال 8 من مارس من كل سنة.

لقد اختارت سلوى ربما الوقت المناسب ، أو لنقل بعبارة أدق لقد اختارت الجهة التي تدفعها أو تركب على هذا الإدعاء الوقت المناسب ، ولكنها لم تحبك سيناريو القضية جيدا وفضلت الركوب على هذا الإدعاء الهش الذي نعتقد وكما سبق أن أشرنا في مقال سابق سيجعل السحر ينقلب على الساحر وذلك لعدة أسباب نذكر الرئيسي منها :

1- تدعي سلوى أن سليم قد اغتصبها ، وسنفترض جدلا أنه فعل ذلك ، فلماذا وإلى حدود كتابة هذه السطور لم تتقدم بشكاية إلى المصالح المختصة من أجل البحث في موضوع الشكاية واكتفت بنشر الإدعاءات على صفحات الفيسبوك وعلى اليوتيوب، وهنا نعتقد بأنها ارتكبت خطأ جسيما سيضعها في موقف حرج، بالرغم من تعاطف البعض معها، ولربما تلاحظ جيدا أن هناك فئة عريضة من المتتبعين لاحظوا نفس الملاحظة لأن المغاربة ليسوا سذجا لتنطلي عليهم الدموع.

2- تصريحات سلوى مليئة بالحشو وهذا ما يجعل حجتها ضعيفة جدا، حيث تصرح عبر أحد الفيديوهات أنها تعرضت للتحرش من عدة أشخاص بالقناة الثانية وذهبت تشتكي لسليم الشيخ من ذلك، وهنا وجب طرح أسئلة على ضوء ما صرحت به:

أ* كون سلوى كانت مجرد متدربة بالقناة ما هي الآلية التي اعتمدتها في شكواها ؟ هل كانت رسالة مكتوبة قامت بإرسالها عن طريق البريد أم اتصالا هاتفيا أم رسالة نصية أم أنها قامت برفع شكواها إليه مباشرة بالقناة؟ إن كان كذلك فهل قامت بها شفاهيا أم كتابة ؟ وهنا نشير أن أبواب المدير العام للقناة تنظيميا لا تنفتح للمتدربين والمتدربات وإذا كانت الأبواب قد فتحت لها فمن الضروري أنها ستمر عن كاتبة المدير،وبالتالي ستقوم كاتبة المدير سليم بالإدلاء بشهادتها أنها رأتها تدخل عبر باب المكتب أم لا، فإذا كانت فعلا قد دخلت فالكاتبة ستعطينا تاريخ ووقت دخولها لأنه من الطبيعي أن تقوم بتدوينة على أجندتها، بحكم أنه إجرائيا الكاتبات يحددن موعدا للشخص الراغب في إجراء مقابلة ، و لا يعقل أن تدخل سلوى لمكتب المدير دون المرور بهذه الآلية الإجرائية.

ب* دعي المعنية بالأمر أنه تم التحرش بها من طرف أشخاص في القناة ، لماذا لم تعتمد آلية التشكي عبر سلم التراتبية؟ أي تشتكي إلى رئيس كل شخص ، وهل قامت فعلا بهذه العملية أصلا؟ ، وإن قامت بها من هم الذين اشتكت إليهم وماذا قالوا لها؟ وإن لم تقم بذلك فإن الأمر كان مخططا له وأن وراء الأكمة ما وراءها.

3- جاء في تصريحات المعنية بالأمر أنها اتصلت بسليم للقائه فقبل ذلك ، وقدمت من مراكش في اتجاه مدينة الدار البيضاء ، ولم تكن في ذلك اليوم متناولة لا وجبة الفطور ولا وجبة الغداء ، وحين وصولها إلى مدينة الدار البيضاء اتصلت بالمعني بالأمر وأخبرها أنه في اجتماع وسيتأخر عنها قليلا،وبعد مرور الوقت عادت لتتصل به وأخبرها كذلك أنه مازال في الاجتماع ، ثم أصابها العياء والجوع الشديد نتيجة الانتظار الطويل ، لتعاود الاتصال به مجددا لكنه أخبرها أنه بمنزله ولن يستطيع الخروج ، فطلب منها أن تأتي له بالمنزل ، وفعلا لبت رغبته دون تردد بحجة أنها لا تجد مكانا تذهب إليه ،ولأنها متعبة جدا ، ولأنها لا تجد مكانا يؤويها بمدينة  الدار البيضاء ، ولأنها كذلك تحس بالجوع ، ذهبت إلى منزله وطرقت الباب وفتحه لها، ولما دخلت عانقها بطريقة غريبة ، واستسلمت له بعد ضعف أنثوي وكذلك بعد تعب وجوع شديد ، ليفعل فيها ما فعل.

أ* نلاحظ أن التصريح فيه تناقض كبير، كونها تصرح بأن المعني بالأمر كان باجتماع، لتعاود في ذات التصريح وتقول أنه دعاها إلى منزله، وهنا نقف وقفة، إن كان صحيحا ما تصرح به، تارة يقول أنه باجتماع وتارة يقول أنه بمنزله، ألم تنتبه إلى أنه يكذب عليها وبالتالي وجب عليها أن تحتاط وترجع إلى مدينتها؟ وأيضا تصرح وتقول أنها عندما قدمت إلى مدينة الدار البيضاء لا تجد مأوى يؤويها ونحن نعلم أنها كانت متدربة ما يعني أن لها صديقات كثر بالمدينة..الخ ، لكن دعونا نطرح سؤالا جوهريا، هي متدربة وهو مدير قناة.. لماذا قدمت إليه؟ وهل كانت هناك لقاءات أخرى قبل هذا اللقاء؟ وأين كانت تتم هذه اللقاءات؟ إن كانت في أماكن عمومية يسهل علينا أن نأتي بمن يدلي بشهادته في الموضوع إن كان فعلا رأى المعنية بالأمر تلتقي بالمعني بالأمر ويحدثنا عن طريقة جلوسهما أكان الجلوس بطريقة حميمية أم بطرق أخرى متعارف عليها؟ وما هي الأوقات ليلا أم نهارا؟..إلخ وهنا يمكن لنا أن نثبت العلاقة بينهما وهذا الأمر هو بيد المعنية بالأمر فقط، وإن لم ينكر المعني بالأمر علاقته بالمعنية فإن علاقتهما ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات.

ب* الملاحظة الأخرى أنها تقول رفعت شكوى إليه كونها تتعرض للتحرش من طرف أشخاص ، ما يعني أنها لا ترغب بمن يتحرش بها ، لكن ترجع وتقول بأن المدير بدوره تحرش بها ، وهنا نسألها ، إذا كنت لا ترغبين في التحرش، وعندما تحرش بك المعني بالأمر لماذا قبلت بتحرشه بك ليتحول التحرش إلى علاقة ؟ هل وقعت في حبه ؟ ومن حقك طبعا أن تقعي في الحب ، وفي هذه الحالة لا يمكن لك أن تتحدثي عن الاغتصاب ، ويظهر جليا أن تصريحات المعنية ليست حجة لها بل حجة عليها تفند كل ما جاءت به.

ت* عندما تحرش المعني بالمعنية بالأمر كان الأجدر أن تنصرف إلى حال سبيلها من القناة وتتوجه إلى منبر آخر ، وفي تصريحاتها المتضاربة نلاحظ أنها كانت تريد فعل المستحيل من أجل الظفر بمنصب مقدمة برامج ، حيث أنها أقحمت كذلك مدير قناة الأمازيغية الحالي الذي كان مديرا للبرامج بالقناة الثانية سابقا في تصريحاتها ، والتي تقول فيها أنه قال لها اشتعلي بالدعارة الراقية ، إن كان الأمر كذلك فيظهر أن المعنية بالأمر تفعل ” حركات ” يستطيع أي أحد أن يراها سهلة المنال ، فلو نظر إليها بعين الكفاءة والفتاة التي تود الاشتغال بكفاءتها لما تجرأ أحد عليها ، فكم نعرف من المشتغلات هناك سواء صحفيات أو تقنيات أو إداريات أو عاملات النظافة يفرضن احترامهن على الآخر.

4- تصريحات المعنية بالأمر مليئة بالحشو الذي تريد به إضفاء الحجة على ادعاءاتها وبالتالي تقحم عدة أشخاص في تصريحاتها مما يجعل قوة الإدعاءات تضعف ، عندما لا تحدد الهدف المقصود ستضعف حجتك ، بالتالي نرى أن حجتها باطلة ، وببطلان الحجة سقطت في فخ التشهير الذي استعمل ضدها ، وبالتالي فهي قاب قوسين أو أدنى من تهمة ثابتة في حقها ، وهنا نقول بأنها انسانة غير ذكية مستعملة مصطلحات الخديعة لتبرير خطئها وهذا هو ما يسمى بتبرير الطهر بالدنس.

5- نشير أخيرا على ضوء تساؤلاتنا في القسم الأول أن المعنية بالأمر وهي كانت متدربة تعرف العديد من الشخصيات المسؤولة في الإعلام ، حيث أنها وفي تصريحاتها أيضا تقول أنها ذهبت لرفع شكوى ضد سليم عند فيصل العرايشي المدير العام للقطب العمومي بخصوص موضوع الاغتصاب ، ودون الدخول في حيثيات وتفاصيل لقائها بالعرايشي أدعوكم للملاحظة الآتية:

سلوى استعملت وسائل التدرج ، بدءا بأشخاص تحرشوا بها ، رافعة شكواها إلى سليم الذي تدعي أنه تحرش بها ثم اغتصبها ، ومباشرة بعد ذلك أرادت رفع شكوى أخرى بالاغتصاب إلى العرايشي ، وهنا نتساءل ، المعنية بالأمر تعرضت للاغتصاب بحسب ما تدعيه فلماذا التجأت لفيصل العرايشي دون الالتجاء لوكيل الملك لتقديم شكاية في الموضوع أم كانت لديها رغبة في اعتماد نفس الخطة كما وصلت لسليم تصل لفيصل وتعتمد نفس الأسلوب، الإغراء ثم الإيقاع وبعدها الابتزاز، حسب تفكيك المعطيات التي بين يدينا وإخضاعها للتحليل نستنج أن التجاءها لفيصل العرايشي بأحد الفنادق لم يكن بريئا بل بغرض سلك نفس المسلك الذي اعتمدته مع سليم لتنال منصب تقديم برنامج ما ، وبما أن المناسبة شرط فلتقل لنا المعنية بالأمر تاريخ ووقت ومكان لقاءها بالعرايشي .

وبعد تحليل تصريحات سلوى بوشعيب وقراءتها بشكل مقتضب ، نحلل تصريحات محامي سليم الشيخ الذي و في هذا السياق نقول أنه للأسف لم تكن تصريحاته موفقة وفيها الكثير من الثغرات نذكر منها:

1- أراد المحامي أن يثبت ابتزاز سلوى لسليم ، وإثباته يعوزه الكثير من التروي و الحذر ، فكيف سيثبت الابتزاز دون وجود سبب له ، وأول سؤال يتبادر إلى الذهن ، هل كانت سلوى جالسة وسقط عنها الوحي وقال لها ابتزي الرجل وقولي له إذا لم تعطني منصب مقدمة برامج سأفضحك إلى الرأي العام ، فبماذا ستفضحه إذن وهو لم يفعل لها شيئا ؟ وهاهي الآن فضحته بواقعة والمتتبع للقضية سيجد أن هناك مكالمة هاتفية بينها وبين المعني بالأمر ، إذن هناك علاقة قائمة بغض النظر هل ستقبل المحكمة بالتسجيل أم لا، ولكن منطقيا، مدير قناة سيقول هكذا لمتدربة (عافاك راه قلبي طايب) وسيفعل عدة تنهيدات عبر الهاتف؟ ما يعني أن المعنية بالأمر (ضاصرة عليه).

2- السيد المحامي المحترم قال إن هناك أشخاصا تعرضوا لنفس الابتزاز الذي تعرض له سليم ومستعدون للإدلاء بشهادتهم ، هنا أسأل ، لماذا لم يتقدموا إلى السيد  وكيل الملك  بشكاية في الموضوع حينما قامت بابتزازهم ، وأود الإشارة إلى أن شهادتهم مطعون فيها ولن تقبلها المحكمة بكل بساطة ( طرف الخبز صعيب) يمكن تحريف الشهادة لصالح مديرهم.

3- يقول السيد المحامي أن المكالمة الهاتفية لا قيمة لها كونها من الممكن أن تكون قد تعرضت للقص واللصق وأن تسجيل المكالمات يخضع لشروط قانونية ،في مقابل ذلك يأتي التناقض في التصريح ويقول أن لسليم عدة رسائل تثبت الابتزاز ، وهنا أقول أن الرسائل لا قيمة لها ولو أن المحامي المحترم يريد تفعيل الفصل 538 من القانون الجنائي ، إلا أنه لم ينتبه إلى أنه لو تبثث العلاقة بينهما فمن الممكن أن تقول أنها كانت تمزح معه ، كأن تقول له عاشقة لحبيبها مثلا (إلى مجيتيش عندي ليوم غادي ننتاحر حيت أنا تنموت عليك أو تنبغيك بزاف) وانتحرت الفتاة فعلا لكن ليس بسبب أنه لم يأت عندها، لأن هذا يدخل في إطار المزاح بين العشاق ، هل هنا يمكن متابعة المعني بالأمر أم البحث عن الأسباب الحقيقة وراء الانتحار ، وهذا المثال نسقطه على هذه الواقعة التي بين أيدينا ، ودون الإطالة في الشرح والتفسير أضن أن شرح الواضحات لا يجوز أمام السادة المحامين ( حيت تيفهموها طايرة) .

أعتقد أنه على سليم الشيخ عدم إنكار العلاقة بينه وبين المعنية بالأمر، وهذا اعتراف نفترضه لسد الثغرة كأن يقول” ذات يوم لا أذكر إسمه ولا تاريخه بينما أنا  على متن سيارتي بأحد شوارع مدينة الدار البيضاء بعد يوم عمل ، أشارت إلي فتاة في مقتبل العمر بإصبعها ، ركنت سيارتي إلى حيث تقف ، وقالت لي أرجوك سيدي إنه مكان مخيف هنا ولا سيارة أجرة أرادت التوقف لي، لبيت طلبها وأوصلتها إلى حيث تريد ، أعتقد أنه المكان الذي تقيم فيه ، ذهبت إلى حال سبيلي ، وبعد أيام وجدت في هاتفي رسالة نصية تقول اشكرك سيدي جزيل الشكر لأنك أوصلتني في ذلك اليوم ، أنا هي تلك الفتاة ، وبالفعل أجبتها برسالة نصية ، قلت لها العفو هذا واجب ، لكن أيضا بعد مرور بضع أيام عادت واتصلت بي هاتفيا قالت لي أردت الاطمئنان عليك فقط وأتمنى أن ألتقي بك ، لبيت طلبها بالفعل والتقينا بأحد المقاهي في يوم حددناه ، وتوالت لقاءاتنا ، إلى أن جاء يوم وقالت لي أنها معجبة بي ، احترمتها ولم أرد أن أجرحها خصوصا وأنها فتاة في مقتبل العمر وللإشارة كانت تقول لي أنها عارضة أزياء ، ذات يوم اتصلت بي وكنت مريضا وكنت على موعد للقاء بها  لكنني لم أستطع الخروج من منزل أكتريه  يقع ب….، وأصرت على زيارتي ، قدمت إلى البيت ولم أدري كيف تطورت الأمور إلى أن اكتشفت أنها ليست عذراء ، فسألتها عن سبب عدم عذريتها فأجابتني أنها لا تريد الحديث في الموضوع ،   فاحترمت مشاعرها.

وجاء يوم وأنا أجول بالقناة حتى تفاجأت بوجودها ، لم أصدق نفسي ولم أتكلم معها حينها ، اتصلت بي لتوضيح الأمر ، قبلت لقاءها بأحد المقاهي ، وقالت لي أنها صحافية متدربة ولم تستطع أن تقولها لي عندما أوصلتها بسيارتي، كانت هي تعرفني وأنا لم أكن أعرفها ، وفور علمي بأنها بالقناة فضلت إنهاء علاقتي بها ، فالأمر يتعلق بمؤسسة ، ولما قطعت علاقتي بها منذ تاريخ 2014 عادت بعد محاولات لتتصل بي بينما أنا كنت رافضا للأمر،الشيء الذي لم يرقها وخرجت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتقوم بالتشهير بي قبل أن تقوم على ابتزازي بتوظيفها كمقدمة برامج ، ومن هنا استنتجت أن اليوم الذي أوصلتها عبر سيارتي كان بتخطيط منها للإيقاع بي وهذا ماحصل ”

أعتقد أن هذا هو المخرج الذي سيجعل المعني بالأمر في مأمن رغم أنه باعترافه سيتحقق شرط من الشروط الثلاثة حسب القانون الجنائي، من جهة سيتم اثبات واقعة الفساد بالنسبة لسلوى ومن جهة ثانية سيتم اثبات الخيانة الزوجية إن قامت زوجة المعني بالأمر بوضع شكاية في الموضوع ( وهذا قد أشرنا إليه في مقالنا السابق)

وتلخيصا لما سبق ذكره حتى لا يفهم من كلامي أنني أدافع عن سليم الشليخ بالقدر الذي أريد فتح نقاش موسع من خلاله ، أقول أنه يجب حماية المؤسسة وذلك عبر تعويض سليم الشيخ بشخص آخر أو توقيفه في المرحلة الراهنة ، وأعتقد أن تقلد المناصب يجب أن يكون من حق امرأة حتى لا نسمع مجددا أن مسؤولا بالقناة تحرش أو اغتصب ، لأنه لا يمكن أن تغتصب المرأة رجلا ، وبالتالي ينبغي التفكير في هذه المسألة جيدا.

اترك رد