موازين القوة في العلاقات الدولية
بقلم: عبدالصمد لفضالي
نجاح السياسة الداخلية لإسرائيل كما يراها الإسرائيليون ترتكز على توسيع الإستيطان و نفي و قصف و قتل الفلسطنيين و طمس كل ما هو عربي، أما نجاح السياسة الخارجية لإسرائيل فيرتكز على إلجام فم المنتظم الدولي و إلزامه عن عدم القيام بأي ردة فعل، و ٱستقطاب كل من له ثأتير على مسار النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، و محاولة إقناع العالم بأنها ـ أي إسرائيل ـ جزء من المحور الذي يحارب الإرهاب.
لو كانت إسرائيل في موقف و موقع الفلسطينيين و تعرضت لما يتعرض له، لما ٱكتفت إسرائيل بالتنديد و الإحتجاج، و لكن كما هو معروف عن هذه الدولة العبرية ، فإنها ستتجاوز كل خلافاتها الداخلية و ستتوحد من يمينها إلى يسارها من أجل تغيير الوضع، وذلك بالبحث و التركيز على أسباب مكامن ضعفها و الوسائل التي ستمكنها من ردع “عدوها”، هذه الوسائل التي لا يمكن أن تكون ـ كما عرفنا عن إسرئيل ـ إلا السعي إلى الصناعة العسكرية، لأنها تدرك كل الإدراك بأن أسطول جوي قوي وفعال وقنابل مدمرة تكفيها و تعفيها عقود طويلة من المفاوضات ، هذه المفاوضات التي ستكون حتما لصالح من يملك القوة العسكرية على حساب من لا يملك إلا التنديد و الإحتجاج.
إن القوة العسكرية هي سيدة الموقف في العلاقات الدولية، و ليس للإيديولوجية أو الأخلاق أو العقيدة أي ثأتير على هذه العلاقات الدولية، و لا تستعمل الإيديولوجية و العقيدة إلا من أجل زعزعة ٱستقرار الدول الضعيفة، كإذكاء النزاعات الطائيفية و العرقية داخل المجتمعات التي لا تملك إستقلالية في قراراتها .إن الولايات المتحدة الأمريكية و الإتحاد السوفياتي سابقا لديهما أنظمة حكم مختلفة و سياسات متباينة لكن لهما ثأتير و نفوذ على العلاقات الدولية بسبب تفوقهما في الصناعات العسكرية. و بعد تفكك الإتحاد السوفياتي فإن روسيا الحالية و رغم التغييرات التي حدثت في سياستها الداخلية والخارجية، فإنها لا تزال من الدول المؤثرة في العلاقات بين الدول بسبب ترسنتها العسكرية. فحق ” الفيتو” لم يمنح للدول الخمسة الدائمة العضوية بمجلس الأمن (الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا ، الصين الشعبية، فرنسا بريطانيا)، إلا بموجب موازن القوة و منطق الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، و للعلم فإن الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت 36 مرة حق” الفيتو” لحماية إسرائيل من أصل 77 مرة.
إن الواقع في العلاقات الدولية هو أن الحقوق تنتزع و تحل المشاكل بالقوة العسكرية تحت غطاء ات سياسية.