يوم كفيف أصم وأبكم!

بقلم: الحسن تستاوت

يسمى عيد المرأة بدون مرقة
إنها مؤامرة دنيئة ضد المرأة…
إنه سم في العسل والقشدة…
إنها تنويم في أحلام اليقظة…!


فالنساء لا يردن يوم عيد. عيد بالتنهيد ! العيد الفارغ من كل مواصفات التجديد. اليوم المحشو بالشفوي المَسّوس دون ملح ولا قديد … و تجميل بمساحيق ملونة بألوان مغشوشة .كالتي تُطلى بها واجهات “طعارج بابا عيشور”. لا يمر عليها يوم حتى تبهت وتنمحي ،ثم تزول إلى السنة القادمة…للعب نفس المسرحية .وربما لن تسمع عنها الكثيرات … لان المرض والشقاء سيسافران بهن بعيدا عن هذا العالم الغامض ،كدهليز يلفه الظلام والمجهول…!
فالنساء يرغبن في تحسين وضعهن الشخصي في كل شيء ، ثم مع أبنائهن وازواجهن… تلك هي السعادة ،وذلك هو العيد الحقيقي. وستحس ان أيامها أعياد دائمة…اما الورود فستشتريها لاحقا لما تتحسن ظروفها،وباستمرار….
اي عيد هذا ؟!
والمرأة عالة على نفسها وأهلها ، بشواهد عليا وبدون عمل … والأم أمامها أبناء بدون عمل… والزوجة تترقب زوجها بالعودة وبيده أشياء جميلة ،أو على الأقل ما يسد الرمق…لكنه يدخل بالقليل او أحيانا خاوي الوفاض !
أي عيد هذا ؟
والمرأة تتسكع في ملتقيات الشوارع او قارعات الطرقات تستجدي المارة.او تبيع المناديل الورقية.
او تستعطف المصلين على أبواب المساجد… او تكنس الشوارع وتجمع المخلفات التي رماها المتخلفون …!
اي عيد هذا ؟!
والنساء عبر العالم العربي .يقضين ظلما وعدوانا تحت أنقاض بيوتهن معية فلدات كبدهن… من جراء قصف الارهابين بالطائرات والمدافع وكل انواع الموت والعذاب .والعالم يتفرج على المذابح المنكرة، للصبية والأطفال والشيوخ والنساء… هذا العالم الظالم الذي يتبنى هذه الأكذوبة المغلفة بالخداع الإعلامي ،والنفاق الممنهج بالتضليل …
اي عيد هذا ؟
انه يوم أصم وكفيف وابكم. مذا يرجى منه ؟ ، يأخذ كل شيئ ولا يعطي شيئا ! ومع ذلك نصنع منه بطلا محررا للمرأة !
وهي سعيدة بهذه الأكذوبة والنفاق البراق …!
باي حال عدت يا عيد ؟
كل ما يقال عن هذا اليوم هو در الرماد في عيون الشقيات ،وما اكثرهن…ورغم اسم العيد فلا ينلن منه قطميرا…ويرحل كالسراب قبل الشفق…!
اما العيد تتمتع به السعيدات المحضوضات من عالم البورجوازية والنفود ،طيلة أيام السنة.فلا يحسسن أبدا بمعنى الأرق…
والغريب أن أغلب النساء يصدقن هذه الاكذوبة بكل سداجة. ويحسبن أنفسهن شامخات في الافق…!
كل التقدير والمحبة للمرأة التي لا تعلم بهذا اليوم الأكذوبة. ولا يعرفن سبيلا إلى النفاق…
استيقظي من أحلامك الوردية ايتها القوية، وارمي بالورود الوهمية في وجه كل السماسرة الذين يستغلون طيبوبة روحك، ويهجنون فؤادك الرحيم على أهواءهم ،ويحتقرون ذكاءك ، بأتفه الأيديولوجيات المنمقة بأبسط العبارات، خلف أكمام الورود التي تُعدم من أجل خداعك والاغتناء على حسابك…
اما 8 مارس ، فهو فقط رقم اجوف :
0 فوق 0 = 8 او 00 مقلوب عموديا !
رغم أن للصفر مكان عظيم في منظومته الحسابية …ولعظمته اتوا به متلبسا بصفة الثمانية، ليقوم بمهمة التضليل… الذي هو اصلا مذكر !
الكاتب الشاعر ذ.الحسن تستاوت

اترك رد