سلط معهد “كورديناداس” (Coordenadas) الإسباني للحكامة والاقتصاد التطبيقي، وهو مركز تفكير مرموق، الضوء على “الإمكانات الهائلة” لتطوير الشراكة بين المغرب وإسبانيا والبرتغال.
وقالت مجموعة التفكير الإسبانية، في تحليل نشرته، الاثنين بعنوان “مثلث المغرب- البرتغال- إسبانيا” إنه “بفضل تعاون هذه البلدان الثلاثة في مجالات مثل التجارة والأمن والهجرة، فضلا عن التبادل الثقافي والبشري، أقامت هذه البلدان الثلاثة علاقة تظهر قدرة على التكيف والتعاون في عالم مترابط بشكل متزايد”.
وبالنسبة لمعدي هذا التحليل، فإن التنظيم المشترك لكأس العالم 2030 “يتجاوز بلا شك الإطار الرياضي البحت ليرمز إلى إمكانيات وتوقعات اتفاق ثلاثي يمكن أن يشمل مجالات أخرى”، مشيرين إلى أن “البلدان الثلاثة جيران وتتقاسم أكثر من ألف عام من الثقافة المتوسطية والتعاون التاريخي الذي يمكن أن يكون اليوم بمثابة حافز لموجة جديدة من التعاون المشترك”.
وجاء في التحليل أن العلاقة الثلاثية بين المغرب والبرتغال وإسبانيا تعد شبكة معقدة من التاريخ والسياسة والاقتصاد والثقافة التي تطورت على مر القرون. وتشترك البلدان الثلاثة في ارتباط جغرافي فريد من نوعه في منطقة المغرب العربي وشبه الجزيرة الأيبيرية، الأمر الذي أثر بشكل كبير على تفاعلاتها على مر الزمن.
وأضاف أن المغرب شريك تجاري مهم للبلدين الإيبيريين، من خلال مبادلات تجارية تشمل المنتجات الفلاحية والسلع المصنعة والخدمات مشيرا إلى أن القرب الجغرافي و تحسين البنية التحتية للنقل سهلت التبادلات التجارية عبر الحدود والتعاون الاقتصادي.
وبالإضافة إلى التجارة، يشير التحليل إلى أن التعاون في المجال الأمني هو مثال آخر على تنسيق متنام بين الدول الثلاث، مسجلا أن المغرب يضطلع بدور حاسم في مكافحة التطرف في المنطقة، حيث يعمل بشكل وثيق مع إسبانيا والبرتغال في هذا المجال.
ووفقا لخلاصات هذا التحليل، فإن الهجرة تشكل أيضا قضية مهمة في هذا التعاون الثلاثي الذي أدى إلى تنفيذ برامج تنموية مشتركة في بلدان المنشأ والعبور، فضلا عن الجهود الرامية إلى تحسين ظروف استقبال المهاجرين وحصولهم على الخدمات.
وقد تطورت هذه القضايا بشكل إيجابي بشكل عام في السنوات الأخيرة، مما يدل على نضج سياسي ودبلوماسي يوفر إمكانات هائلة لتعزيز العلاقات بين الأطراف، كما يشير التحليل.
وفي المجال الثقافي، يشير مركز الأبحاث إلى أن العلاقات بين المغرب والبرتغال وإسبانيا “غنية ومركبة”. فقد ترك التأثير العربي والأمازيغي على شبه الجزيرة الإيبيرية خلال فترة القرون الوسطى بصمة لا تمحى على الثقافة والعمارة في إسبانيا والبرتغال، وتأثير اللغة العربية على اللغتين الإسبانية والبرتغالية. وبدورهما، أثرت الثقافتان الإسبانية والبرتغالية على الموسيقى والأدب وفن الطبخ المغربي، مما خلق نسيجا غنيا من التبادلات الثقافية”.