“إسكوبار الصحراء”: لماذا يسعى دفاع الناصري لإقحام لطيفة رأفت في القضية؟ محاولات يائسة لتشتيت الانتباه أم البحث عن كبش فداء؟

بقلم: عبدالكبير بلفساحي

في خضمّ تطورات دراماتيكية جديدة داخل أروقة محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، عاد اسم الفنانة المغربية القديرة لطيفة رأفت إلى الواجهة، بعدما قدم دفاع الرئيس السابق لنادي الوداد البيضاوي، سعيد الناصري، طلبًا لإجراء خبرة تقنية على هاتفها الشخصي. هذه الخطوة التي وُصفت بغير المبررة، أثارت الكثير من التساؤلات حول دوافع الدفاع من وراء هذا الطلب، خاصة أن رأفت سبق وأن نفت أي علاقة لها بالقضية، مشيرة إلى أنها مجرد ضحية لشائعات استُخدمت لتشويه سمعتها.

لطيفة رأفت، برصيدها الفني الطويل ومواقفها الإنسانية النبيلة، لم تكن يومًا طرفًا في هذه القضية الشائكة، التي تُعرف إعلاميًا بـ”إسكوبار الصحراء”. ورغم التزامها الصمت تجاه طلب الدفاع الجديد، إلا أن الكثيرين يرون أن هذه الخطوة تهدف فقط إلى إضفاء نوع من الإثارة على قضية معقدة ومحاولة إرباك المشهد القانوني. فهل باتت شهرة الفنانة ورصيدها المحترم سلاحًا يُستغلّ لكسب تعاطف الإعلام أو تحويل مسار التحقيقات؟

التحليل المبدئي لهذا التطور يشير إلى أن الدفاع قد يلجأ إلى توجيه الأنظار بعيدًا عن جوهر الاتهامات الموجهة لموكله، خاصة في ظل تضييق الخناق القانوني عليه. ومع ذلك، يبقى السؤال الأبرز: ما الذي يمكن أن تُضيفه اتصالات الفنانة الشهيرة إلى ملف قضائي محكوم بأدلة وإثباتات؟ أم أن هذه مجرد خطوة “استعراضية” تهدف إلى خلق حالة من الضبابية والجدل، حتى وإن كان الثمن هو زج اسم رأفت في دائرة الضوء القضائي؟

من جهة أخرى، يرى بعض المراقبين أن إقحام لطيفة رأفت، التي سبق وأدلت بكل ما تعرفه في القضية، قد يكون محاولة أخيرة للبحث عن “كبش فداء” في معركة قانونية لا تبدو نتائجها مضمونة بالنسبة للدفاع. إذ أن القضية التي تطوّرت من اتهامات تتعلق بتهريب مخدرات إلى شبكة من العلاقات المعقدة، أصبحت محط أنظار الجميع، وبالتالي، فإن أي اسم بارز يتم زجّه في هذا الملف يمكن أن يخلق ضجة إعلامية، حتى وإن كان بعيدًا عن الحقائق القانونية.

المؤكد أن الأيام المقبلة ستكشف عن حقيقة هذا الطلب، الذي يبدو أنه سيأخذ منحى أكثر تعقيدًا. لكن، ورغم كل هذه المحاولات، ستظل لطيفة رأفت، بسمعتها النقية ومسيرتها الفنية، رمزًا لا يتأثر بهذه المناورات القانونية التي تهدف إلى إلهاء الرأي العام وتحويل الأنظار. فالشهرة ليست دائمًا سلاحًا في يد من يحاول استخدامها، بل قد تكون أحيانًا نقمة على من يعتقد أن بإمكانه اللعب بها في ساحة القضاء.

فهل سيعود الدفاع إلى التركيز على جوهر القضية أم أن “الإثارة الإعلامية” ستبقى هي العنوان الرئيسي لهذه المعركة القانونية؟ الأكيد أن محاولات التشويش على الحقائق لن تدوم، وستبقى لطيفة رأفت، كما عهدها جمهورها، فنانة بعيدة عن الشبهات ومحاولات الاستغلال، في انتظار كلمة العدالة الفاصلة.

اترك رد