احتفالا بالنظافة وسط القوارض: سكان سلا بين احتفالات “مكومار” والواقع المزري

بقلم: عبدالكبير بلفساحي

احتفلت جماعة سلا مؤخراً بالتعاون مع الشركة المفوض لها تدبير قطاع النظافة “مكومار” بمناسبة اليوم العالمي للنظافة، وذلك في خطوة تهدف إلى تسليط الضوء على الجهود المبذولة في الحفاظ على نظافة المدينة وتحسين ظروف العيش فيها. إلا أن هذا الاحتفال لم يكن خالياً من الانتقادات الحادة من طرف الساكنة التي تساءلت عن مدى جدية هذا الاحتفاء في ظل انتشار القوارض في عدد من الأحياء، حيث انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورٌ تظهر جرذاناً بحجم القطط تجوب الشوارع والأزقة.
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذه الصور بشكل واسع، مما أثار موجة من السخط والاستهجان بين سكان المدينة. فبينما كانت الجماعة وشركة “مكومار” تعلنان عن إنجازاتهما في مجال النظافة وتستعرضان حملات التنظيف والتوعية، كان الواقع الميداني يقول شيئاً آخر. الجرذان المنتشرة في الشوارع كانت كفيلة بإثارة التساؤلات حول فعالية التدابير المتخذة من قبل الجماعة والشركة المفوضة، وهل الاحتفالات والتظاهرات الرمزية كافية لتحسين واقع النظافة في المدينة.
انتشار الجرذان بهذا الحجم الكبير لا يشكل فقط تحدياً جمالياً للمدينة، بل هو أيضاً مشكلة صحية خطيرة قد تؤدي إلى تفشي الأمراض. الجرذان تُعرف بأنها ناقلة للبكتيريا والفيروسات التي قد تُعرّض السكان لمخاطر صحية جسيمة، مثل الطاعون والتسمم الغذائي. هذا الواقع يزيد من مسؤولية الشركة المفوضة والجماعة، ويضعهما تحت مجهر الساكنة التي تعاني يومياً من تداعيات هذه الأزمة البيئية.
من المسؤول؟
الأسئلة التي يطرحها السكان تتعلق بدور “مكومار” في الحفاظ على النظافة ومكافحة القوارض، وهل تقوم الشركة فعلاً بتنفيذ التزاماتها التعاقدية تجاه المدينة. إضافة إلى ذلك، فإن دور الجماعة لا يمكن إغفاله، فهي الجهة المسؤولة عن مراقبة أداء الشركة المفوضة وضمان تحسين جودة الخدمات المقدمة.

اترك رد