بقلم: حسن الطويل
تحت شعار: “الصحة النفسية في ضوء القيم الشرعية: وقاية وعلاج“، وفي جو من الحماس والإقبال الكبير، احتضن مدرج ابن خلدون يوم السبت 22 ربيع الثاني 1446 هـ الموافق 26 أكتوبر 2024 م، بكلية الآدب والعلوم الإنسانية بالرباط، فعاليات الدورة التكوينية لفائدة الطلبة في محور: “الصحة النفسية: دراسة عوامل الخطر بشكل أفضل واتخاذ الإجراءات اللازمة“. منتنظيم ماستر العلوم الشرعية والبناء الحضاري وتأطير من الأستاذة الباحثة في علم النفس الاكلينيكي والعلاج النفسي: ثورية وديع، بهدفتسليط الضوء على أهمية الصحة النفسية كعنصر أساسي في حياة الفرد، وركيزة لبناء مجتمع متوازن ومنتج.
استُهلت الدورة بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، التي أضفت أجواء روحانية عميقة، تلتها كلمة ترحيبية من المنسق البيداغوجي للماستر، فضيلة الدكتور عبد الرزاق الجاي، عبّر فيها عن سعادته بحضور هذا الجمع الغفير من الطلبة الباحثين. وأكد في كلمته على أهمية تعزيز الوعي النفسي، مشيراً إلى أن الصحة النفسيةحاجة أساسية للفرد والمجتمع على حد سواء. تمكّن الطالب من التعامل بفعالية مع التحديات اليومية، وتُساهم في تنمية الثقة بالنفس ومهارات التواصل والعلاقات، كما تحفز طموحه للإقبال على العلم والاجتهاد والإنتاج والعطاء.
كما أشار فضيلته إلى أهمية الصحة النفسية داخل المجتمع، معتبرا الوعي بأهميتها مسؤولية فردية وجماعية، يعكس هذا الوعي، استقرار المجتمع وفعاليته وإنتاجيته.
بعد كلمة الدكتور عبد الرزاق الجاي، تولت الأستاذة ثورية وديع، الباحثة في علم النفس الإكلينيكي تقديم محاضرة امتدت على مدار ثلاث ساعات، تخللتها استراحة قصيرة أتيح خلالها للطلبة، فرصة التفاعل مع بعضهم البعض، وكذاملء استمارة استبيان، تهدف إلى قياس وعيهم بمفاهيم الصحة النفسية… وقد تضمنت محتويات المداخلة العلمية عددا من المحاور الجوهرية جاءت كالتالي:
تعريف الصحة النفسية وأهميتها:حيث تطرقت الباحثة إلى مفهوم الصحة النفسية وكيفية تحقيق التوازن النفسي في ظل التحديات اليومية، مع توضيح الفروق بين التوتر الطبيعي والاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب.منبهةإلى:
- عوامل الخطر التي تهدد الصحة النفسية لدى الطلبة: استعرضتالباحثةلمختلف الضغوط الدراسية التي يتعرض لها الطلبة، إضافة إلى العزلة الاجتماعية وصعوبة التكيف مع بيئة الجامعة. كما تم تطرقت إلى تأثير الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على المزاج، وكذلك الضغوط المالية التي قد تؤثر سلباً على الأداء العلمي للطلبة.
- استراتيجيات الوقاية وتحسين الصحة النفسية:
قدمت الدورة عدة آليات للتعامل مع التوتر والقلق ومختلف الضائقات النفسية من بينها:
- التواصل الاجتماعي والدعم العاطفي: من خلال بناء شبكة دعم قوية من الأصدقاء والعائلة.والتواصل مع الآخرين ومشاركة المشاعر والتجارب التي تنمي الإحساس بالانتماء والقبول.
- إدارة الوقت وتنظيم المهام:عبر استخدام تقنيات إدارة الوقت مثل القوائم والتخطيط المسبق لتقليل الشعور بالضغط.وكذا تحديد الأولويات والتركيز على المهام المهمة التي تسهم في تحسين الإنتاجية والشعور بالإنجاز.
- الممارسات الرياضية والصحية:عن طريقممارسة النشاط البدني بانتظام، مثل المشي أو ركوب الدراجة، حيث تؤثر الرياضة إيجابياً على الحالة المزاجية.بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على الفواكه والخضروات والبروتينات.
- تقنيات الاسترخاء:من خلال ممارسة التأمل أو تمارين التنفس العميق لتحسين التركيز وتقليل التوتر. بالإضافة إلى تجربة اليوغا أو أي نشاط يساهم في تعزيز الاسترخاء الجسدي والنفسي.
- النوم الجيد:وذلك بالحرص على الحصول على قسط كاف من النوم كل ليلة لتعزيز الوظائف العقلية وتحسين المزاج.والحفاظ على برنامج النوم المنتظم والتقليل من الأنشطة المجهدة قبل النوم.
وقبل اختتام الدورة التكوينية عبر السيد المنسق البيداغوجي لماستر العلوم الشرعية والبناء الحضاري عن شكره وامتنانه لجميع المشاركين، من خلال توزيع شهادات المشاركةتقديرا لالتزامهم واهتمامهم. مبرزا أناستمرار تنظيم مثل هذه الدورات سيساهم في بناء جيل من الطلبة، قادر على مواجهة التحديات بروح إيجابية، ومسهم في نهضة مجتمعه ووطنه.
كما تم تقديم درع الوفاء والامتنان للأستاذة الباحثة مؤطرة الدورة ثورية وديع، اعترافابمجهوداتها في إثراء هذه الدورة بمحتواها القيم، الذي أسهم في رفع وعي الطلبة بأهمية الصحة النفسية.