خلدت أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير، أمس الجمعة بالرشيدية، الذكرى الـ91 لمعركة جبل بادو التي دارت رحاها شهر غشت 1933، وهي ملحمة مجيدة في تاريخ المملكة ستبقى محفورة إلى الأبد في ذاكرة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال.
وخلال لقاء نظم بالمناسبة، أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، في كلمة له، أن معارك جبل بادو، التي كانت ربوع تافيلالت المجاهدة، مهد الدوحة العلوية الشريفة وموئل الشرفاء والمجاهدين الأشاوس، مسرحا لها سنة 1933، جاءت لمواجهة الاحتلال الأجنبي والتصدي لأطماعه التوسعية دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية والهوية المغربية.
وذكَّر السيد الكثيري بمقاومة قبائل إقليم الرشيدية بضراوة، منذ مطلع القرن الـ20 وضحت بالغالي والنفيس لصد العدوان الأجنبي والأطماع الاستعمارية، خاصة بعد سنة 1908، حينما أقامت القوات الاستعمارية أول مركز لها بمنطقة بوذنيب، والذي كان بمثابة قاعدة لانطلاق هجماتها التوسعية ومنطلقا لبسط سيطرتها على باقي المجال الفيلالي.
وأضاف أن المنطقة شهدت سلسلة من المعارك، ضمنها معركة بوذنيب سنة 1908، ومعركة إفري سنة 1914، ومعركة مسكي والمعاضيد (1916)، ومعركة البطحاء (1918) ومعركة غريس (1931)، ثم معارك تافيلالت ونواحي كلميمة و تاديغوست.
وأوضح المندوب السامي أن سلطات الاحتلال لم تتمكن من بسط نفوذها على باقي أطراف المنطقة، إلا بعد خوضها لمواجهات عنيفة بجبل بادو (غشت 1933)، والتي أبلى فيها المجاهدون البلاء الحسن وتمكنوا من الصمود وإرباك صفوف الجيش الفرنسي المدجج بأحدث وأفتك الآليات الحربية الجوية والبرية.
واعتبر السيد الكثيري أن سكان المنطقة كانوا سباقين في مراحل النضال السياسي وعمليات المقاومة السرية والفدائية، غداة المؤامرة النكراء التي اقترفتها سلطات الإقامة العامة للحماية الفرنسية في 20 غشت 1953 بنفيها لأب الأمة وبطل التحرير والاستقلال والوحدة جلالة المغفور له محمد الخامس والأسرة الملكية الشريفة، حيث سارع أبناء تافيلالت للانضمام بكثافة لخلايا المقاومة والتحرير التي احتضنتها مدن وقرى الإقليم ومراكزه.
ومن جهة أخرى، أكد المندوب السامي أن تخليد هذه الذكرى يشكل مناسبة للتعبئة المستمرة والتجند الموصول من أجل الترافع على القضية الوطنية الأولى، مذكرا بالخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى الـ69 لثورة الملك والشعب والذي قال فيه الملك محمد السادس ”إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب الى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات”.
وبهذه المناسبة، تم تكريم عدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، كما قدمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير إعانات مالية لعدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين منهم، عرفانا بما أسدوه خدمة للوطن.