السفياني يعود إلى الواجهة بقوة بتوزيع جديد لفن الملحون

الفنان عدنان السفياني، وجه فني لامع، بصم سيرته الفنية الحافلة بمختلف أشكال الإبداع الموسيقي المغربي والعربي.

فهو المبدع الأصيل صاحب الحنجرة التي تصدح بكل شدو جميل بين التراثي والعصري، بل هو الملقح والمجدد بين اللونين خصوصا الموسيقى الأندلسية وفن الملحون.

تكونت الشخصية الفنية عند عدنان السفياني بتراكم عدد تجاربه وتنوعها، التي اكستبه خبرة واسعة دامت زهاء 30 سنة نتيجة احتكاكه بألمع الموسيقيين وأشهر الأجواق من مختلف الألوان الفنية.

عدنان السفياني ابن أسرة سلاوية عريقة، بحي بوطويل بالمدينة العريقة يوم 22 يوليوز 1966، مكلف بإحدى المهام الفنية بالقسم الفني لدى المسرح الوطني محمد الخامس ولج عالم الموسيقى في سن 16 سنة، عندما التحق بجوق الموسيقى الأندلسية التابع لجمعية أبي رقراق، ونهل من معين أحد أهم رواد هذا الفن، حين جاور الرائد الراحل الحاج محمد الطود وكبار العازفين بهذا الجوق الذي عرف شهرة واسعة. وقد مكنه ذلك من حفظ بعض الصنائع والبراويل، وتمكن من المشاركة في عدة محافل ثقافية وفنية داخل المغرب وخارجه، بالإضافة إلى استفاذته من تجربة وخبرة أخيه الأكبر الفنان الكبير عبد السلام السفياني الذي يكن له كل المحبة والتقدير ،ممهدا له الطريق والنجاح نحو شق طريق النجومية والاحتراف.

سطع نجم الفنان عدنان السفياني بفعل اجتهاده ورؤيته الانفتاحية تحت شعار “التجديد في ظل الاستمرارية ” مع الحفاظ على أسس هذا التراث ووفيا لروحه وجوهره، وكانت أولى ثمار هذه الرؤية العميقة في التجديد ولادة باقة أندلسية توظف الآلات النحاسية في مجموعة من الصنائع، أبدع خلالها فناننا بمعية أشهر العازفين الشباب وقد لاقت هذه التجربة استحسانا وترحيبا كبيرين من طرف المتتبعين والباحثين والمولوعين، حيث تجاوز صداها حدود الوطن. وكانت سنة 1992 تاريخ إصدار هذا القرص المدمج بمثابة الانطلاقة الفنية الحقيقية للفنان عدنان السفياني، فقد داع صيته بل وصوته. فانطلق بعد ذلك نحو الاجتهاد والخلق والابداع المبني على الأسس العلمية والأكاديمية وماراكمه من خبرة داخل الميدان الفني. خصوصا تنويعه وتطويعه لفن الملحون، فأصدر قصيدتين الكاوي والكناوي الشهيرتين بلون يجمع بين الأصالة والإبداع حيث وظف آلات جديدة وتوزيعا هارمونيا رائعا في غاية الدقة وأداء يحمل بصمة الفنان المبدع. شارك الفنان عدنان السفياني في عدة مهرجانات وطنية ودولية، كمهرجان موازين ومرجان فاس ومهرجان الرباط ومهرجان الشاون للموسيقى الأندلسية. وزار عدة دول حيث كان خير سفير للأغنية المغربية بالجزائر والبحرين وهنغاريا والنمسا وفرنسا وإسبانيا ومصر بدار الأوبرا، وهو حاليا يترأس أحد أهم الأجواق الموسيقية العصرية بمدينة سلا والمغرب . صدرت لفناننا عدة ألبومات في الموسيقى الشعبية الراقية والموسيقى الأندلسية وفن طرب الملحون، وقد نتصادف بالاستماع إليها والتمتع بروعة الأداء والعزف في الأسواق والمحلات التجارية الكبرى وفي الأعياد والمناسبات، وكذالك الأسر المغربية ولدى الجالية المغربية مما جعلت من الفنان عدنان السفياني أحد الوجوه البارزة في مجال الأداء الموسيقي على المستوى الوطني. اشتهر عدنان السفياني خارج مجال الفن بطيبته وتواضعه وحسن خلقه، وكرمه، واليد الممدودة الى كل الفنانين.

اترك رد