السينما في خدمة الطب: تجربة بوشعيب المسعودي

أكد الدكتور بوشعيب المسعودي، الكاتب والقاص والمخرج السينمائي، أن فيلمه الوثائقي الجديد “الأمل” يواصل الاشتغال على تيمة المرض، لكنه ليس جزءاً ثانياً لفيلمه السابق “أسير الألم”، بل عمل مستقل بقصته ورسالته.

المسعودي، الذي كان ضيفاً على لقاء نظمه مختبر السرد والأشكال الثقافية بشراكة مع قطب الدراسات في الدكتوراه ببني ملال، شدد على أن الفيلم يروم بث رسائل متعددة في مقدمتها ضرورة التشخيص المبكر والصرامة في العلاج، من أجل تفادي الإعاقة والمضاعفات، مبرزاً أن الأمل يظل ممكناً رغم التأخر في العلاج ورغم ضعف الإمكانيات في المنظومة الصحية.

وأوضح المتحدث أن قصة “عبدالسلام”، التي شكّلت نواة الفيلم، قصة واقعية عاش تفاصيلها منذ سنة 1989، ما جعله يحضر داخل الفيلم كمخرج وطبيب، ليضفي على العمل صدقية وثقلًا معرفيًا وعلميًا، حسب تعبيره.

الفيلم، الذي صُوّر بين الدار البيضاء وخريبكة، يعكس ارتباط المسعودي بهذه الأخيرة، مسقط رأسه ومجال ممارسته الطبية، ويدعو من خلاله إلى رد الاعتبار لمدينة قال إنها لم تأخذ نصيبها من الاهتمام رغم غناها الباطني ورصيدها البشري.

وعلى الرغم من نبرة النقد تجاه واقع العلاج العمومي، أبرز المسعودي الجوانب الإيجابية في المستشفيات، من تعاون بين التخصصات الطبية إلى حضور البعد الإنساني في العلاقة بين الطبيب والمريض، داعيًا إلى ترسيخ “أنسنة العلاج” كقيمة ثابتة في التكوين والممارسة.

يذكر أن فيلم “أسير الألم” حصد عدة جوائز وطنية ودولية، منها “جائزة أحسن موضوع” بمهرجان طنجة سنة 2014 و”جائزة أحسن فيلم وثائقي عالمي” في مهرجان دلهي سنة 2015، وعُرض في محطات دولية كبرى بينها مهرجان “كان” للسينما الإفريقية.

اترك رد