الشرق الأوسط بين مفاوضات عمان وخيارات واشنطن العسكرية ضد إيران

بقلم: بلحسين هشام

في سياق المساعي الأمريكية الرامية إلى تأكيد ملامح الشرق الأوسط الجديد، تواصل واشنطن استخدام القوة كوسيلة لفرض السلام، مما يترتب عليه إعادة ترتيب المعادلات السياسية في المنطقة، كما هو الحال في لبنان مع حزب الله والحوثيين. يبدو أن الرئيس ترامب يتبنى خيار المفاوضات مع إيران كاستراتيجية أولية، في وقت تدرك فيه إيران تمامًا أن مشروع الهلال الشيعي قد انهار، مما يؤدي إلى تراجع نفوذها السياسي في المنطقة وفقدان دعائم القوة التي كانت تعتمد عليها، مثل حزب الله وهروب بشار الأسد والحوثيين.

تشير الإدارة الأمريكية إلى استعدادها لتوجيه ضربة عسكرية مؤثرة ضد العمق الإيراني إذا تعذر التوصل إلى حل دبلوماسي يعيق إيران عن تطوير برنامجها النووي. يبدو أن ترامب عازم على تحقيق هذا الهدف عبر المفاوضات في عمان، حيث يسعى للحد من البرنامج النووي الإيراني. في المقابل، تشير بعض المصادر الإيرانية إلى تغييرات ملحوظة في الموقف الإيراني جراء مخاوف من انهيار النظام.

ترامب لا يتهاون في هذا الصدد، حيث يمتلك الجيش الأمريكي القوة الضاربة المتمثلة في حاملات الطائرات ومقاتلات F-35. هذه الرسائل تهدف إلى إيضاح أن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات إيران لامتلاك السلاح النووي. الخيارات المطروحة هي إما نجاح المفاوضات والتزام إيران بالشروط المعلنة، أو اللجوء إلى استهداف المنشآت النووية. فهل ستحقق الولايات المتحدة هدفها في تغيير النظام في الجمهورية الإسلامية، الذي يموّل عددًا من التنظيمات الإرهابية مثل جبهة البوليساريو وغيرها؟

اترك رد