“المحقق كابوس” ولغز البط الأبيض.. 

بقلم: يونس فنيش
لقد اختفى البط الذكر في ظروف غامضة ليلة الرابعة والعشرين من قيام المجاعة الثالثة بعد الإثنين.
لم يتأخر “المحقق كابوس” للحضور إلى عين المكان بعد استدعائه على عجل من طرف قائد الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة صباح اكتشاف الفاجعة، لعله يجد ما يمكنه من الوصول إلى المجرم أو المجرمين أو شبكة المتآمرين.
لم يجد “المحقق كابوس” أدنى أثر للعراك و لا نقطة دم، و لا جثة أو بقايا بط قد تفيد بأن الجرو هو الفاعل. فقط ريش أبيض مبعثر بعناية على مستوى نوافذ الكوخ الصغير بشكل غريب… حيث تساءل “المحقق كابوس”:
“- كيف يعقل؟ كيف يعقل؟ لا أثر لمنقار و لا لرجل و لا لرأس و لا لأدنى بقية بط… لا، لا…الكلب ليس الفاعل، إنه مجرد جرو و لا أثر لاقتحامه القفص… فمن أخرج البط بعناية من القفص سارق محترف أخذ البط و ذهب به قرب نوافذ الكوخ ليبعثر ريشه…عجبا…عجبا…”
ثم ذهب “المحقق كابوس” لتفقد قفص الدواجن و استمر في التخمين :
“- أنثى البط تحضن بيضها… و الدجاجتين… و الوزة… كل شيء يبدو طبيعيا، ولكن البط الذكر اختفى في جنح الظلام دونما ترك أدنى أثر سواء داخل القفص أو حواليه… إنه لأمر عجيب…”
لم يستغرق البحث وقتا طويلا للجزم بأن الجرو الصغير بريء من ريش البط الأبيض براءة الذئب من دم يوسف، و بأن السارق تارك الريش للتمويه قد أفلح في ترويع العزل الأبرياء الآمنين في كوخهم الصغير.
و لما طلب قائد الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة من “المحقق كابوس” خلاصة نتيجة البحث، كان الجواب صاعقا صادما :
“- إنها رسالة، ولكنها رسالة تبقى لطيفة لأنها من ريش البط و ليس من دمه، و هذا يعني أنها رسالة تحذيرية فقط و من درجة منخفضة الخطورة شيئا ما، فهي ليست كتلك الرسالة التي تترك جثة الأرنب الأبيض بلا رأس على عتبة باب البيت، مثلا… ولكن تفاديا للمشاكل لابد من التفكير في الكف عن الكتابة و إبداء الرأي الصالح… و الله أعلم.”
و بهذا تنتهي هذه الفقرة من الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة في الجزيرة العجيبة الغريبة الأعجوبة المعزولة. دمتم في رعاية الله.

اترك رد