المدارس الخصوصية: ترف للأغنياء وصراع من أجل البقاء للفقراء

بقلم: عبدالكبير بلفساحي

في الوقت التي تزداد الفجوة بين الأغنياء والفقراء بشكل مستمر، أصبحت المدارس الخصوصية رمزاً للتمييز الاجتماعي والتعليمي. بالنسبة لبعض الأسر، توفر هذه المدارس فرصاً تعليمية متفوقة تشمل مرافق فاخرة وأساتذة ذوي خبرة. ولكن، بينما تستفيد الطبقات الغنية من هذه الرفاهية، تواجه الطبقة الفقيرة تحديات هائلة في الحصول على تعليم لائق.

تتسارع ظاهرة المدارس الخصوصية كرمز للتمييز الطبقي، حيث يتمكن الأطفال من العائلات الميسورة من التمتع بالتعليم الذي يضمن لهم مستقبلاً اضل. في المقابل، تعاني الأسر ذات الدخل المحدود من تعليم عمومي يفتقرإلى الموارد الأساسية، مما يفاقم من صعوبة تحصيلهم العلمي ويساهم فياستمرار دورة الفقر.

سلبيات هذا النظام تتجلى في عدة جوانب، أهمها:

1. التفاوت في الفرص: تتسع الفجوة بين الطلاب القادمين من خلفيات اجتماعية مختلفة، مما يؤدي إلى إفقار الطبقة الفقيرة من الفرص التعليمية والمهارات اللازمة لمستقبل مشرق.

2. تدهور جودة التعليم العمومي: بمرور الوقت، يزداد تدهور جودة التعليم في المدارس العمومية بسبب نقص التمويل والموارد، مما يؤثر سلباًعلى الطلاب الأكثر احتياجاً.

3. ترسيخ الفجوة الاجتماعية: يساهم التعليم الخصوصي في ترسيخ الفجوة بين الطبقات الاجتماعية، حيث يمكن للطبقة الثرية أن تستفيد من تعليم متميز بينما تظل الطبقة الفقيرة محاصرة في ظروف تعليمية متدنية.

4. ضغوط مالية على الأسر: يُثقل كاهل الأسر ذات الدخل المنخفض بالضغوط المالية، حيث يتعين عليها دفع أقساط المدارس العمومية، مما يعزز من الفجوة بين الأغنياء والفقراء.

إن التعليم ليس مجرد وسيلة للنجاح الفردي، بل هو مفتاح للتقدم الاجتماعيوالتقليص من الفجوات الطبقية. وعلى الرغم من تزايد المدارس الخصوصية في المغرب، فإن السعي نحو إصلاح شامل للنظام التعليمي يعد خطوة ضرورية لضمان العدالة وتوفير الفرص المتساوية لجميع الأطفال، مهما كانت خلفياتهم الاجتماعية.

اترك رد