انحراف البوصلة..!!

بقلم: مسرور المراكشي

هناك من يقول: ان العرب والمسلمين أول من اخترع البوصلة المغناطيسية، والبعض الاخر يقول ان الصينيين هم من اخترعها أولا، لكن المهم هو أن يحوز العرب والمسلمين، شرف المنافسة على الصدارة العلمية مع الصين، ولا ذكر هنا للغرب المسيحي في هذا التنافس العلمي، لانه في ذاك الزمان كان غارقا في ظلام الجهل، ولقد كان دور البوصلة حاسما في تقدم الملاحة البحرية، وكذلك في توجيه المستكشفين برا، لقد ساهمت البوصلة في إنقاذ أرواح المسافرين في البر والبحر، حيث يتم الرجوع إليها كلما ضل المسافر وتاه، لكن البوصلة التي أريد الكلام عنها في هذا المقال، هي بوصلة ذات بعد سياسي دورها إرشاد المناضل، وذلك عندما تختلط عليه الأمور وتتضارب الآراء والمواقف، وسنتناول قضية الصراع المسلح في السودان، واعتبره نموذجا جيدا لتشغيل البوصلة السياسية، مع الأسف الشديد دخل هذا البلد العربي الكبير، في حرب أهلية والمتضرر الأكبر منها هي القضيه الفلسطينية، طبعا والشعب السوداني الذي يتعرض وطنه للتمزيق، ناهيك عن الدماء التي تسفك ظلما بيد الإخوة (الأعداء)، لقد تتبعت تقرير إخباري في قناة الجزيرة، وإنه لمن المضحك المبكي في نفس الوقت، أن تسمع تعليق أحد ضباط الجيش السوداني بعد المعركة، ثم يأتي بعد ذلك تعليق مضاد من احد ضباط المتمردين، ولكم بعض هذه التعاليق التي تقطر حقدا وكراهية، مع الأسف الشديد هي من سوداني (ألف) إلى سوداني (باء)، وهي كالتالي: ( ضربنا العدو – أسرنا من الأعداء – غنمنا عتاد العدو – قتلنا الأعداء …)، ما هذا يا أهل السودان أين الحكمة أين التبصر والتعقل..؟، أنتم لستم أعداء بعضكم لبعض، والله إن العدو الحقيقي هم الصهاينة والأمريكان، ويمكن مع الأسف إضافة دولة غنية من بني (عربان)، لقد شاهدت دبابة تحترق إلى جانب عربة مدمرة، وحولها جنود رافعين بنادق كلاشينكوف يهللون ويكبرون، فلولا سحنة الجنود ولهجتهم السودانية، لظننت أن المشهد من معارك الشجاعية أو جباليا، ولظننت أن الجنود المحتفلين بهذا النصر المبين، هم من كتائب القسام أو من سرايا القدس، وأن الدبابة المحترقة مع العربة المدمرة، هي من نوع (الميركافا) وناقلة جند (نمر)، لكن مع الأسف الشديد الدبابة المحترقة و العربة المدمرة، هي في ملكية الدولة السودانية ومن عرق جبين هذا الشعب الفقير، إن هذا البلد الذي كان بمثابة سلة الغداء للعالم العربي، أصبح اليوم برميل بارود يمكنه جر المنطقة إلى حروب أهلية مدمرة، والخوف كل الخوف من ان يطبق هذا النموذج على دول عربية أخرى، وذلك بفضل مجهود دولة عربية ناطقة بـ(العبري)، والأمر ليس مستحيلا او بعيدا، لقد تعرض السودان لمؤامرة خبيثة في القرن الماضي، من بريطانيا وباقي جوقة الإستعمار قصد تمزيقه، ولقد نجحوا في فصل جنوب السودان عن شماله، واليوم جاء الدور على الشمال لفصل شماله كذلك عن جنوبه، ولن يتوقف الأمر عند دولة السودان الشقيق، فهناك دول عربية ومسلمة مرشحة لنفس السيناريو لقدر الله، لهذا مسرور المراكشي يقول لكم يا أهل السودان الكرام، بعد أن إختلط عليكم الأمر وأصبح السوداني لا يدري من هو الصديق، والذي يجب أن يسانده والعدو الذي يجب عليه ان يحاربه، أقول لكم عليكم ببوصلة فلسطين الأرض المباركة، فمن كانت بوصلته تشير إلى اتجاه الأقصى، فذلك هو الصديق عليكم مساندته والقتال معه حتى النصر، ومن كانت بوصلته تشير الى اتجاه تل أبيب أو واشنطن فذلك هو العدو، يجب مقاتله والتصدي له ولو كان سودانيا، لا مجال اليوم للحياد إذا ظهر اتجاه بوصلة أي فريق، إما صديق نواليه ونقاتل معه حتى النصر أو الإستشهاد، أو عدو مطبع خائن لأمته وللقضية الفلسطينة،لأن الخطر الحقيقي هو في انحراف البوصلة عن الإتجاه الصحيح، أظن أن استعمال بوصلة فلسطين في هذا الصراع، كفيل بإنقاذ سفينة السودان من الغرق، وأن تصل الى بر الامان رغم شدة العاصفة، ختاما أرجو من الله أن يحفظ دولة السودان الشقيق، وأن يصون وحدته الوطنية والترابية من التمزيق، أخوكم مسرور المراكشي يحي الصامدين القابضين على جمر المبادئ، في زمن الخيانة والغدر والتٱمر ✌

اترك رد