خاطرة شخصية، تلقائية لازمة، تحت شعار: “عيد…، بأية حال عدت يا عيد…!”
بقلم: محمد التلمساني
قد يقول قائل، وسواء كان من الطبقة الميسورة، أو المتوسطة الدخل المعنية بالمنشور، والتي تعد أغلبية مكوناتها عند فقهاء وعلماء الدين، من تعداد الأسر الفقيرة، خصوصا منها التي تحيى وتعيش فقط على قوت دخلها المعيشي السنوي، دون زيادة ولا توفير، ولذلك لا مجال هنا لذكر وتسمية الفقراء بعينهم، أيضا وإن كان من الطبقة المثقفة أو دون، حتى لا أقول الأمية الغير المتعلمة، لأنه قطعا لا أحد أصبح يجهل ما يدور حوله، من حالات وأحداث اجتماعية مختلفة المعاني والمضامين، في ظل طغيان واجتياح عديد وسائل التواصل الاجتماعي الممكنة لكل البيوت، الحضرية والقروية، المحافظة منها والمتفتحة، بأن عيد الأضحى السعيد وليته أضحى كذلك، قد مر وانتهت شعائره، بشراء أضحية العيد كيفما كان الشكل والثمن، وبتأدية صلاته الواجبة صباحا، ثم النحر والتفاف كما العادة، كافة أفراد هذه الأسرة أو تلك، معافاها كمريضها، صغيرها ككبيرها، حول شواية بولفاف، المر هذه السنة بكل المقاييس.
الشواية بما تحمل الكلمة من معنى، التي انطفئت لا محالة، حرقة لهيبها المعنوية، وشعلة نارها المادية، وتبخرت معها أدخنة بولفافها الحارق، الذي اكتوى بناره كل الضعفاء والمحتاجين عموما، حين فاق ثمن الأضحية هذه السنة كل المتوقع والمنتظر، ناهيك عن غلاء المعيشة المستمر في التصاعد يوم عن يوم، دون الحاجة هنا لذكر التفاصيل، التي يبرر أصحاب الحال والقرار التمادي الشنيع فيها، بتكرار حجة الأسطوانة القديمة على مسامع الكل، المتمثلة في الجفاف وقلة التساقطات المطرية، حيث تبددت بفعل قساوة المشهد المفتعل، من قبل الشناقة عديمي الضمير على وجه الخصوص، فرحة العيد السنوية، لتحل محلها أحزان ومآسي اجتماعية، قد تطول لفترات زمنية مجهولة وغير معلومة، لاستحالة التغلب عليها في حينها أو حتى في ظرف وجيز فيما بعد، نسأله الرحمة بعباده المعوزين، منه سبحانه وتعالى دون سواه.
على فكرة، وهذا رأيي الخاص، الذي يحتمل الخطأ كما الصواب، أنه وإن ظلت دار لقمان على حالها التصاعدي المادي بالتحديد، المواسيم القليلة القادمة، فإن شعيرة عيد الأضحى المبارك، ستذهب في مهب الريح لا قدر الله، ناصر الفقير والمستضعف بالحق.