صباح الخير يا انا
بقلم: نجية الشياظمي
اشتقت اليك يا انا ،أمضيت عمري في البحث عن الآخرين ونسيتك، كيف لي أن أكون بهذه القسوة ، كنت أراك كل يوم في المرآة فأبتسم للآخرين وأنساك، احتضن الآخرين واهملك، أمدح الآخرين واتجاهلك، كنت قاسية إلى أبعد الحدود و كنت صبورة معي الى ابعد الحدود ، كنت كريمة حنونة معطاءة ، هكذا عهدتك يا انا ، قوية في قمة ضعفك ، مبتسمة في قمة حزنك ، كريمة في قمة احتياجك ، تساعدين ، تدعمين، تمنحين، لم اعهدك يوما قاسية، ولا جافة، ولا معاتبة، و لا معاقبة، كنت دائما حنونة كريمة. عطوفة خدومة، لكنني لم أكن أبالي بك، لم أكن احفل ابدا بأنك انت وحدك من يتحملني رغم اخطائي، يتقبلني رغم زلاتي، يحبني رغم انانيتي، يشد بيدي حينما تتخلى عني كل الايدي، تربت على كتفي لتهدئ من روعي أنت يا انا فقط من كان يفعل كل هذا من أجلي، انت و لا أحد سواك، انت الحب حين يغيب الجميع عني، و الفرحة حين تجف كل الدموع من مقلتي، كل الحنان حينما تصبح كل الوجوه كالوحوش الكاسرة، وكل السبل أشواك و ألغام ، كنت وحدك من يمسح دمعتي، من يعيد بسمتي، من يؤنس وحدتي، من اناجيه بكل آلامي، من يحس و يفهم كل كلامي.
الآن فقط أحسست بقيمتك يا انا ،أحسست بتقصيري في حقك، بظلمي لك ، لا أحد غيرك يعلم كل أسراري، يقرأ كل أفكاري، يعيش معي كل اطواري. ما اسعدني بوجودك في حياتي يا انا ،انت بداخل كل واحد منا، غير أننا لا نبالي
ننسى كثيرا ذلك الجزء المهم بداخلنا ، ذلك الجزء الذي يسند في الشدة و يؤنس في الرخاء ، ذلك الجزء الذي لا يغيب ابدا مهما كان. لنعتن به لنكرمه ، لنسعده و نحافظ عليه، فإن له حقا علينا فلنعط كل ذي حق حقه.