ضرورة تنظيم خدمات الرعاية الصحية: مواجهة التحديات وتحقيق السلامة العامة
شاشا بدر (.)
في السنوات الأخيرة، لاحظ الكثير من المواطنين في المغرب زيادة ملحوظة في عدد صانعي الأسنان العشوائيين، وأصحاب الرقية الشرعية، وحجامة، وحلاقين غير مؤهلين. هذه الظاهرة المقلقة تطرح تحديات كبيرة على قطاع الرعاية الصحية وتتطلب تدابير عاجلة للتصدي لها.
إذا نظرنا إلى الجوانب الصحية والاجتماعية لهذه الظاهرة، نجد أنها تشكل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة. فصانع الأسنان العشوائي، على سبيل المثال، قد يقدم خدمات غير مؤهلة وغير آمنة، مما يعرض الأشخاص لمخاطر صحية جسيمة، بما في ذلك العدوى والتآكل السني والأمراض اللثوية. وبالنسبة لأصحاب الرقية الشرعية والحجامة وحلاقين الذين لا يلتزمون بمعايير التعقيم والنظافة، فإنهم يزيدون من انتشار الأمراض المعدية ويعرضون صحة المجتمع للخطر.
تتسبب هذه العشوائية في تدهور الثقة في الخدمات الصحية المقدمة، وتعزز انتشار الممارسات الخطرة وغير الآمنة. ومن المثير للقلق أن هذه الخدمات غالبًا ما تستهدف الفئات الأشد ضعفًا والأكثر احتياجًا، مما يزيد من حجم الأضرار والتأثيرات السلبية.
ومع ذلك، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا لا توجد مراقبة صارمة؟ يبدو أن السبب يكمن في عدة عوامل، بما في ذلك نقص القوانين الفعّالة، وضعف التنفيذ، ونقص التوعية بين الجمهور حول أهمية الحصول على الخدمات الصحية من مصادر موثوقة.
لذلك، فإن تفعيل المراقبة الصارمة وإنشاء قوائم دائمة لتنظيم هذه الخدمات يعد خطوة ضرورية لتحسين الوضع. يجب على الحكومة والجهات المعنية أن تعمل على وضع تشريعات قوية تنظم هذه القطاعات، وتضع آليات فعّالة لتنفيذ هذه التشريعات بصرامة. كما ينبغي تعزيز الوعي الصحي بين الجمهور، وتقديم التدريب المناسب للممارسين في هذه المجالات لضمان الامتثال لأعلى معايير الجودة والسلامة.
تنظيم خدمات الرعاية الصحية أمر بالغ الأهمية لضمان سلامة وصحة المجتمع. يجب على الجميع التعاون معًا لتحقيق هذا الهدف، من خلال دعم الإجراءات التنظيمية والتوعية بأهميتها، وضمان تطبيقها بشكل صارم لضمان حماية الجميع من الخطر.
وختامها مسك نطالب بتفعيل التتبع الدائم لكل القطاعات الخاصة بصفة دورية.
(.) باحث بجامعة ابن طفيل القنيطرة