في امان الله أيها الزمن الجميل
بقلم: نجية الشياظمي
حينما سمعت اغنية في امان الله للفنان محمد عبده ،أحسست أنها اغنية في غاية الروعة ،و الجمال ، و لانها كانت تحكي عن انتهاء قصة حب بين طرفين، ولان كل منها سيعيد و يستعيد كل ما لديه عند الطرف الثاني من رسائل وذكريات وغيرها ، أدركت مدى اختلاف الأزمنة، بينما كان منذ اكثر من عقدين الى ثلاثة عقود من الزمن وبين أيامنا هاته، فقد تطور العالم بسرعة رهيبة، طبعا قد غيرت التكنولوجيا وجه العالم وطريقة عيش الناس من الطريقة التقليدية إلى الشكل الذي نراه عليها الان من هواتف ذكية و حواسيب و لوائح الكترونية و غيرها.كيف سيسترد كل طرف من المحبين في هذا الزمان ما يتعلق به عند الطرف الآخر .وقد راح كل شيء واختفى واندثر ، بعدما كان كل شيء على الورق أصبح رقميا فقط ، حتى احلى الذكريات أصبحت تضيع منا و بسهولة ،فكل منا مر من تجربة تفريغ وإخلاء ذاكرة الهاتف الذي كلما اكتظ بالمعلومات والرسائل والصور ينذر بالتوقف عن الاشتغال.فنهرع بسرعة لتلبية طلبه و تفريغه من كل ما يبدو لنا اقل أهمية و أحيانا حتى مما يبدو مهما فنحن لا نملك الخيار في ذلك ،فتوقف هواتفها يبدو لنا احيانا توقفا عن الحياة يجعلنا نضحي بأشياء كثيرة و جميلة فيها صور و رسائل و ملفات مهمة ولا ندرك ذلك الا بعد فوات الأوان ، وقد أفرغنا و مسحنا و حذفنا كل ما كان يبدو اقل اهمية فكيف نرد او نسترد متعلقاتنا من بعضنا البعض.أدركت كل هذا و بلبل الشرق كما يلقبونه الفنان محمد عبده يردد في اغنيته حينما جاءت محبوبته لتقول له في امان الله، جاءت لترد له رسائله و تسترد خصلة من جدائلها مع رسائلها، تساءلت كيف يمكن فعل هذا في زمن كهذا طغت فيه التكنولوجيا على كل شيء حتى أنه لا أحد أصبح يعبأ برد أو استرداد ما لديه عند الطرف الآخر.