مالي ترد على الجزائر وتغلق مجالها الجوي أمام طائراتها

في تصعيد غير مسبوق في العلاقات بين البلدين، أعلنت مالي اليوم إغلاق مجالها الجوي أمام جميع الطائرات الجزائرية، سواء المدنية أو العسكرية، وذلك ردًا على خطوة مماثلة اتخذتها الجزائر في وقت سابق من اليوم، في قرار يعكس توترًا دبلوماسيًا متفاقمًا بين الجارتين.

وأصدرت وزارة النقل والبنية التحتية المالية بلاغًا رسميًا، وقّعته الوزيرة مدام ديمبيلي مادية سيسوكو، أكدت فيه أن القرار يسري فورًا، معتبرةً أن إغلاق الأجواء المالية أمام الجزائر هو “رد سيادي على سلوك عدائي”، مضيفة أن النظام الجزائري “يواصل رعاية الإرهاب الدولي”، في اتهام مباشر ونادر الحدة.

رد فعل مباشر على قرار جزائري

وجاء هذا الرد المالي بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع الجزائرية إغلاق المجال الجوي الجزائري أمام الطيران المالي، من دون توضيحات مفصلة.

وبينما لم تُعلّق الجزائر رسميًا على أسباب القرار، فسّر مراقبون الخطوة بأنها تعبير عن توتر متزايد في العلاقات الثنائية، في ظل تباينات حادة بشأن ملفات إقليمية، خاصة ملف شمال مالي والحركات المسلحة هناك.

أزمة جوية تكشف أزمة ثقة

يشير هذا التراشق الجوي إلى أزمة أعمق في الثقة بين البلدين، خصوصًا بعد توجه مالي نحو شراكات أمنية جديدة، بعيدًا عن النفوذ التقليدي الذي كانت تمثله الجزائر في المنطقة، خصوصًا في الوساطة بين باماكو والحركات الأزوادية.

ويأتي ذلك أيضًا في وقت تتصاعد فيه حدة الخطاب المالي الرسمي، منذ وصول السلطة الانتقالية الحالية بعد انقلاب 2021، حيث باتت باماكو تعتمد لهجة أكثر حدة تجاه الجيران والمؤسسات الغربية، مع تقارب واضح مع روسيا وشركاء جدد.

انعكاسات محتملة

القراران المتبادلان بإغلاق الأجواء قد يؤديان إلى تعطيل رحلات جوية مدنية، ويؤثران على تنقل البعثات الدبلوماسية والمساعدات الإنسانية، فضلًا عن احتمال تعقيد عمليات مراقبة الحدود في منطقة تعاني أصلًا من هشاشة أمنية وانتشار الجماعات المسلحة.

كما قد ينعكس هذا التوتر على التنسيق الإقليمي في ملفات حساسة، مثل مكافحة الإرهاب وتجارة الأسلحة والمخدرات العابرة للحدود.

إغلاق الأجواء ليس مجرد قرار تقني أو مؤقت، بل هو تعبير صريح عن قطيعة سياسية آخذة في الاتساع بين دولتين محوريتين في منطقة الساحل.

وفي انتظار رد رسمي من الجزائر، تطرح هذه الأزمة أسئلة جوهرية حول مستقبل العلاقات المغاربية، وفعالية آليات الحوار والتنسيق الأمني في ظل تغير موازين القوى والتحالفات في المنطقة

اترك رد