أجرى وزير التجارة والصناعة، رياض مزور، مباحثات مع وزير التجارة الخارجية لجمهورية الكونغو الديمقراطية، جوليان بالوكو، وذلك على هامش المنتدى الثالث “إفريقيا للتجارة والاستثمار” الذي انعقد يومي 6 و7 نونبر الجاري في فرانكفورت.
واستعرض الوزيران، خلال هذا اللقاء، سبل تعزيز التعاون المغربي الكونغولي، لاسيما في مجال الطاقة والمعادن، وناقشا تقدم تنفيذ المشاريع المشتركة مع جمهورية الكونغو الديمقراطية في هذين القطاعين الاستراتيجيين.
وأوضح مزور أن اللقاء مع الوزير الكونغولي شكل أيضا فرصة للتأكيد على توجيهات الملك محمد السادس الرامية إلى بناء إفريقيا واثقة من نفسها ومغرب ملتزم بشراكة تنموية مشتركة مع القارة، كما تجسد ذلك مؤخرا في المبادرة الأطلسية التي أطلقها جلالته.
من جانبه، أشاد بالوكو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بالمبادرة الملكية، مشيرا إلى أن بلاده تتطلع إلى الاستفادة منها لتعزيز اندماجها الإقليمي واستغلال الفرص التي يوفرها هذا التحالف الاستراتيجي، لاسيما في قطاع الكوبالت، حيث تمتلك جمهورية الكونغو الديمقراطية أكبر احتياطي عالمي من هذا المعدن.
وفي هذا الصدد، شدد بالوكو على أهمية التعاون المغربي الكونغولي في قطاع البطاريات الكهربائية، مذكرا بأن السيد مزور كان قد قدم، خلال منتدى الأعمال بين جمهورية الكونغو الديمقراطية وإفريقيا في كينشاسا سنة 2021، مشروع تطوير سلاسل القيمة للبطاريات في إفريقيا.
وقال الوزير الكونغولي: “اليوم، في فرانكفورت، يسعدني أن أعلم أن المشروع المغربي قد أحرز تقدما جيدا”، معربا عن رغبة بلاده في الاستفادة من تجربة المغرب، بهدف تكرار النموذج المغربي في الكونغو الديمقراطية.
كما أشاد بالوكو برؤية المغرب المبنية على مبدأ التعاون المتبادل، والتنمية المشتركة، والازدهار الذي يدعو إليه لصالح إفريقيا. وقال: “بالنسبة للبلدان الإفريقية، فإن تبادل التجارب أمر أساسي لأننا نواجه تحديات مشتركة. وبدلا من اتباع نماذج خارجية، يمكننا الاستفادة من تجاربنا الخاصة”.
وجمعت هذه الفعالية، التي نظمتها الجمعية الاقتصادية الألمانية-الإفريقية (أفريكا فيرين)، ممثلين عن القطاع الخاص الألماني إلى جانب عدة وفود من دول إفريقية. ومثل المغرب في النسخة الثالثة من هذا الحدث السنوي، وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور.
وهدف المنتدى، الذي عقد تحت شعار “خلق الإطار المثالي لتحرير فرص الأعمال والاستثمار في إفريقيا”، إلى تحديد الأطر التنظيمية اللازمة لتعزيز تواجد الشركات الألمانية في القارة الإفريقية، وآليات التمويل والحد من المخاطر القائمة.
كما هدف أيضا إلى تعزيز المقاولات الناشئة الإفريقية والألمانية، ومناقشة التدابير اللازمة الكفيلة بتسريع التكامل الإقليمي وتوضيح دور الشركات والشركاء العموميين في هذه العملية.
يذكر أن (أفريكا فيرين) هي منظمة مكرسة لتعزيز التبادلات الاقتصادية بين ألمانيا والدول الإفريقية، تضم أكثر من 550 عضوا، معظمهم من الشركات والمؤسسات الألمانية، وتمثل حوالي 85 بالمائة من النشاط الألماني في إفريقيا.
وتغطي المنظمة جميع القطاعات، بدءا من المقاولات الناشئة إلى الشركات الكبيرة المدرجة في المؤشر الرئيسي لبورصة فرانكفورت (داكس).