من يقف وراء المجرم ”النّتن“ ياهو، وحكومته اليمينيّة المتطرّفة؟

بقلم: رشيد مصباح (فوزي)

ليس هناك فرقٌ بين حاسد يتلذّذ بمعاناة ومآسي الآخرين ومجرم يخطّط لهلكة ملايين الأبرياء من خلال حرب قذرة كالتي تدور رحاها قي غزّة و بقرار من ”النتن“ ياهو.

لكن ما فائدة هؤلاء الحاسدين الحاقدين، والمجرمين الماكرين، من وراء هذه الحروب القذرة؟

في الحقيقة إن كل حرب لا بدّ من أن يسبقه تخطيط قبل إشعال فتيله، ولكل ذلك أسباب وأغراض وأهداف. فما هي هذه الدوافع التي تجعل هؤلاء المجرمين يتساهلون في مسألة الدّماء وقتل الأبرياء؟

شاهدتُ فيما مضى فلم غربيّ واقعيّ يروي قصّة عالمة تعمل في أحد مخابر الأدوية لدى مؤسّسة لم أعد أتذكّر اسمها. لكنها ومن دون شك، شركة لها سمعتها؛ وتعتبر من بين أهم وأكبر شركات الأدوية المعروفة في العالم، ولها تأثير كبير على القرارات السيّادية للدوّل والأنظمة التي تتعامل معها.

والعالمة العاملة هذه متزوّجة من صحفي يعمل بدوره في إحدى أهم الجرائد اليومية المهمّة؛ قد تكون انجلترا أو إحدى الدوّل الأوروبية على ما أظنّ.

القصّة تدور حول تورّط الشركة المذكورة في إبرام صفقة بيع دواء مشبوه لإحدى دول الأدغال الإفريقية، وقد تسبّب هذا اللّقاح أو الدّواء في هلاك الآلف من الأطفال الأبرياء، وليتبيّن فيما بعد أنّه دواء فاسد وخطير.

لكن أرباب الشركة الذين كلّفهم هذا الدواء المصنّع أموالا طائلة  ضغطوا على أصحاب القرار في البلدين المصدّر والمستورد. وعجّلوا بتنفيذ بنود الصفقة ليسري مفعولها على أرواح كذا آلاف من الأبرياء.

ويتحرّك الضّمير في العالمة العاملة بالمخبر  فتفشي السر لزوجها، ويجد الصحفي الفضولي مادة دسمة لكتابة مقاله الذي قام بنشره في الجريدة اليومية متجاهلا بذلك كل التهديد والوعيد،  معرّضا زوجته للاغتيال. ثم تطوّرت الأمور من بعد ذلك وانتهت بنشوب حرب بين مافيا وعصابات هزّت كيان البلد الإفريقي. وعرفت الأحداث فيما بعد تطوّرا خطيرا وانتشر الخبر في العالم انتشار النار في الهشيم إلى أن وصل إلى منظمة الصحّة العالمية.

هذه قصّة حفيفية وتعد من بين العشرات أو حتى المئات من القصص التي يتم التعتيم عليها، وأنا شخصيا لديّ قصّة لا تختلف كثيرا عن مثل هذه القصص، بحكم تجربتي مع المرض؛ ومن خلال معرفتي ببعض الأدوية التي تم سحبها بعدما تبيّن درجة خطورتها على صحّة الإنسان، ممّا يؤكّد وجود تواطئ كبير ورشاوي يتلقّاها المسئولون في هذا القطاع الهام والخطير  لإبرام صفقات مشبوهة وباثمان وتكاليف جد باهضة.

وما يؤكّد كذلك وجود مؤامرة كبرى تحاك على البشرية، ومن خلال إنتاج عدد معتبر من  الفيروسات الفتّاكة و يقابلها تصنيع أنواع الأدوية واللّقاحات الفاسدة والخطيرة في آن واحد، وكل ذلك من أجل قتل أكبر عدد ممكن من البشر. وهذا في إطار تحقيق ما يسمّى بـنظرية ”المليار الذهبي“.

لم تعد مثل هذه القصص مجرّد سيناريوهات يتم إنتاجها داخل الاستديوهات المغلقة، كما نشاهده في الأفلام، فالأمور تطوّرت إلى ما هو أخطر وابشع من كل ذلك؛ وفي مقابل المؤامرة الكبرى التي يقودها مجرمون كبار يسيطرون على العالم مراهنين على قتل  الملايير من البشر، هناك إعلام نزيه ومن يحذّر ويندّد ويعمل بجهد جهيد لإيصال رسالته  إلى الشعوب الغلبانة الغافلة، لكنها متواطئة بتباهيها وتماهيها وتجاهلها في أغلب الأحيان.

هذه المؤامرة الكبرى التي  تحاك ضد البشرية من ورائها لوبيات لديها من القوّة ما مكّنها من السيطرة على أعتى الأنظمة في العالم. ولذلك، يشار إليها بأصابع الأتّهام وبأنّها من وراء كل هذه الحروب القذرة التي تفتك بالملايين.

وما يجري في غزّة من قتل بشع وشنيع وسفك لدماء عشرات الألوف من الأطفال والنّساء والشيوخ الأبرياء الذين تمّت تصفيتهم بعد محاصرتهم من جميع النّواحي؛ من الأقرباء المقرّبين ومن طرف الأعداء، حاصرهم النظام الأردني من الغرب  و النظام المصري والسعودي من الجنوب، لخير دليل على مدى تورّط هذه الأنظمة العميلة مع اللّوبي الصهيو غربي المجرم.

وقد يعتقد بعض الأشخاص أن سبب الحرب التي يديرها اللّوبي الصهيو غربي في غزّة و بقرار من ”النتن“ ياهو  مجرّد ردّة فعل على الهجوم الذي قادته المقاومة في السّابع أكتوبر من السنة الفارطة. ولهم بعض الحق فيما يرونه، ولكن ليس ذلك وحسب، و لو كان الأمر كذلك لما تعنّتت حكومة ”النتن“ ياهو؛ اليمينيّة المتطرّفة كل هذا التعنّت، والسر في هذا التعنّت والتحدّي هو هذا اللّوبي الصهيو غربي الذي من ورائها.

  ما يريده هذا الّلّوبي الصهيو غربي الذي يدعم الحكومة المجرمة التي تقتل وتبيد عشرات الألوف دون هوادة ولا تكترث، أكبر وأخطر ممّا نظن ونعتقد. ما يدفعنا إلى الاعتقاد بأن هذا اللّوبي المجرم  يريد بالفعل تحقيق مجد اليهود القديم المتجدّد المتمثّل في إقامة نظام عالمي يرأسه”الدجّال“؛ المنقذ المنتظر  الذي ينتظره الصهاينة بعد إبادة شعب غزّة ومحو أثر دولته التي تسمّى فلسطين. وهؤلاء الصهاينة هم بالفعل يصولون ويجولون، يسيطرون على هذا العالم المتواطئ الجبان. وهذه حقيقة وليس مجرّد فلم من أفلام الخيال التي نشاهدها في قنواتنا.

اترك رد