ينكيران يترحم على حسن نصر الله

بقلم: الجيت لحسن

سخرية القدر أم هي سحرية البشر. فعن أي حس وطني يتشدق به ذاك الذي كان رئيسا للحكومة ويرى في نفسه زعيما سياسيا فيما هو غير ذلك بكثير تشهد عنه خرجاته وشطحاته ورفصلته على أكثر من حبل، رجل لا يمارس السياسة بل يتاجر فيها بدليل أنه لا يستقيم على حال ولا يومن بالمبدإ بل يسخر المبدأ بحسب أحواله وظروفه ومن الموقع الدي هو فيهْ- يقول الشيء كما ينقلب عليه بين لحظة وأخرى ولا يرف له جفن إن هو دعا إلى نقيضه، ولعل ما عليه من تقية تجده يقول ما لا يفعل يدعي أحيانا الدفاع عن القضايا الوطنيةـوفي مناسبات أخرى يحمل الهم لجماعات إرهابية تناصب العداء للمغرب،

بكى الرجل في يوم ما وأدرف الدموع بسخاء من أجل تنظيم قيل أنه “حماس” وأثنى على ميليشيات فكاد الثناءـ ما عاد الله ـ أن يتحول إلى عبادة ترقى إلى مستوى الأنبياء والرسل، ومن جماعته من قبل على نفسه أن تدوسه الأحدية المتسخة  لقيادة “حماس” متطاولا بزلة لسان على عمالقة هدا الوطن في المقاومة والتحرير، فأين هو الآن خالدكم مشعل، اختفى عن الأنظار وعجز عن الظهور بعد أن بدأ موسم قطاف الرؤوس،

1 ـ بالأمس غير البعيد بعث السيد عبدالإله بنكيران رسالة يعزي فيها باغتيال إسماعيل هنية في قلب عاصمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي هي قبلة الإسلاميين وليس المسلمين، هل هيمناسبة يؤكد فيها الولاء للملاليين ولتنظيم الإخوان المسلمين من خلال الترحم على الجثامين،كما أنها قد تكون مطية للمساومة والمزايدات على الصعيد الداحلي،

وتشهد عن ذلك أيضا رسالته التي عزى فيها مقتل حسن نصر الله وقال فيها ما لم يقله أهله من لبنان، ومن المؤكد أن السيد عبدالإله بنكيران على ما هو عليه من انغلاق أيديولوجي أو عقائدي بات محاصرا لا يرى الأشياء على حقيقتها كما هو الحال بالنسبة لمن يراه قد استشهد بأنه قائد سياسي ومقاوم من نسحة لا تتكرر، ولدلك أستأدنه لإزالة الغشاوة عن عينه وأكشف له من هو حسن نصر الله،

2 ـ من هو هدا الرجل؟ ومن باب أن الشمس لا يحجبها الغربال، أقول لرئيس حكومتنا السابق عليك أن تعلم أن حسن نصر الله يمكن اعتباره من اللبنانيين من زاوية إحصاء السكان لكنه في واقع الحال إيراني الوجدان والقلب والعقل، وأي شك في دلك وهو الدي يعلن جهارا وبالليل والنهار بأن لبنان إقليم تابع لولاية الفقيه، ومن يحمل هده العقيدة الإثنى عشرية كيف يمكن له أن يكون رحيما بلبنان واللبنانيين،

حزب الله الدي يتزعمه هدا الرجل هلك الحرث والنسل في لبنان، وكان هو الحاكم الأوحد لما يعرف بدولة حزب الله، دولة لبنان لا أثر لها ولا سيادة لها على ترابها وعلى أجوائها وبحارها، مطار رفيق الحريري تحت الهيمنة الكاملة لرجال حزب الله، وهو المطار الدي تجاوره الضاحية الجنوبية معقل حزب الله، وكدلك ميناء بيروت الدي عرف انفجارات عام 2020 بسبب مواد قابلة للاشتعال كان حزب الله بعد إدخالها، قام بتخزينها في مخازن الميناء ولم يجرؤ أيا كان أن ينطق ولو ببنت شفة وإن فعل فورا سينضم إلى قالفة الدين أرادهم حسن نصر الله أن يودعوا هدا العالم، كما فعل في حق العديد من رجالات لبنان الدين لقوا حتفهم على يده، وسناتي على دكرهم،

فليعلم أيضا السيد بنيكران أنه في عهد حسن نصر الله لم تكن بيروت عاصمة للبنان بمعنى أنها تشكل ثقل السيادة والقرار في لبنان، كانت الضاحية الجنوبية هي التي تمثل دلك الثقل وأنها كانت المربع الأمني والسياسي الدي لا يلج إليه أيا كان لا من رجال الأمن ولا من رجال الجيش حيث الضاحية قلعة تدار أمنيا وعسكريا ومخابراتيا من أبناء الطائفة الشيعية المجندين في صفوف الحزب، ولك أن تعلم أيضا أن ما أحدثك عنه عاينته وعشته كدبلوماسي حيث سفارة بلدي كانت على مرمى حجر من الضاحية الجنوبية، وما أقوله لك اليوم أنقله لك عن مصادر شيعية منحزب الله يتباهون به حينما يقولون لك أن ارتكبت أية جريمة في كل لبنان فلا تحمل هما إن دخلت الضاحية فليس من حق أي كان أن يلاحقك بمعنى أن الضاحية كانت الحاضنة للمجرمين الهاربين من العدالة، ولا يجب أن يرقى الشك إلى دهنك إن علمت أن ساكنة الضاحية الجنوبية ومحلاتها وشوارعها وبيوتها لا يدخلها الجابي لاحتساب فواتير الإضاءة والإنارة، ممنوع كليا أن تستخلص شركة الكهرباء اللبنانية مستحقات الفواتير،

من واجبي أيضا أن احدثك سيادة رئيس الحكومة الأسبق عن واقع أليم لا يجب أن ترضاهعنه أنت كمسلم أن من كان وراء اغتيال رفيق الحريري هو حزب الله بالتنسيق مع سوريا الأسد، جرى دلك يوم 12 اكتوبر 2005 وكنت شاهد عيان لكي تقبل بالخبر اليقين، اغتيل

هذا الرجل بتخطيط من المخابرات السورية التي كان لها مقر قيادة في لبنان يرأسها آنداك غازي كنعان الدي سبق أن تقلد منصب وزير الداخلية في سوريا،

تمت تصفية السيد رفيق الحريري بتنفيد من قادة حزب الله وفي مقدمتهم قائد الجناح العسكري للحزب عماد مغنية والدي كان على رأس قائمة المبحوث عنهم من طرف الموساد الإسرائيلي، اغتالوا الحريري لأنه كان يحمل مشروعا سياسيا يتعارض مع مصالح سوريا وإيران ومع حسابات حسن نصر الله المرصود لخدمة الأجندة الإيرانية في لبنان، وفي النهاية اتخد القرار بتصفيته حينما أعرب السيد رفيق الحريري عن معارضته لإعادة انتخاب إميل لحود رئيسا للبنان لولاية ثانية وهو الرئيس المفضل للقيادة السورية ولقيادة حسن نصر الله باعتباره شخصية لا تملك سوى الانبطاح أمام الرئيس بشار الأسد،

لقد أعلن رفيق الحريري رفضه لدلك حينما دعي على عجل إلى دمشق وقال للرئيس بشار الأسد بحضور رئيس المخابرات السوري ورئيس هيئة الأركان أنه لن يوقع على مرسوم إعادة انتخاب إميل لحود، على إثرها أمر الرئيس السوري على الفور بتكسير اليد اليمنى للحريري كعربون لتصفيته في وقت لاحق، وبمجرد أن تم اغتياله في اليوم الموعود أعطى الرئيس بشار الأسد أوامر استعجالية بانسحاب جميع فيالق القوات السورية في لبنان وإزالة صور الرئيس السوري من شوارع بيروت، أكبر تلك الصور، كما كنت أمر عليها صباح مساء، كانت في ساحة “فيردان”،

4 ـ بعد انسحاب الجيش السوري، خلفه حزب الله ليعوض دلك الانسحاب سياسيا ولوجيستيكيا، وبات هدا الحزب هو الآمر والناهي وهو الدي يهش بعصاه كل النعاش الضائعة في مزرعة لبنان. لك أن تعلم أيضا السيد عبدالإله بنكيران أن حزب الله، بعد تصفية رفيق الحريري، أخد على عاتقه تصفية ما يقارب عشرين شخصية لبنانية ، فقد تمت تصفيتها إما أنها كانت تحمل مشروع رفيق الحرير وتومن به وإما أنها كانت تملك معلومات مؤكدة وخطيرة بخصوص اغتيال رفيق الحريري، وتنوعت هده الشخصيات من حيث انتماؤها الطائفي أو أنها من فئة الجيش وكدلك الحال بالنسبة لبعض رجال السياسة والإعلام الدين استهدفهم حزب الله، من أبرزها وليد عيدو من تيار “المستقبل” الدي أسسه رفيق الحريري، وقد كان هدا السياسي من أشد المعارضين لسوريا ، كما كان في قائمة المستهدفين الإعلامي الشهير جبران التويني الدي اغتيل على باب مقر جريدته “النهار” بعد أن نشر افتتاحية يتهم فيها سوريا وحلفائها في لبنان باغتيال رفيق الحريري، والقائمة طويلة تضم وزراء منهم باسل فليحان المقرب جدا من رفيق الحريري، سمير قصير استاد

جامعي وصحفي، وبيير جميل وجه بارز من أبناء الطائفة المسيحية ومن سلالة جميل المعارضة لحزب الله،

5 ـ إد نقص عليك هده القصص الدرامية لعلك ترى عجبا ولنذكرك بما فعله الرجل الدي سارعت عن جهل لتقديم العزاء في مقتله ونسيت أن تعزي في الدين ألقوا حتفهم على يده وهم كثر أو الدين تشردوا على يده وما أكثرهم أيضا، فالحرب التي خاضها حسن نصر الله ضد إسرائيل عام 2006 لم يستشر أحدا في لبنان لا الرئاسة ولا الحكومة ولا البرلمان، وكان من نتائج تلك الحرب أن أتت إسرائيل على الأخضر واليابس في لبنان، وقد بلغت خسارة هدا البلد 15 مليار دولار وتم تهجير ما يقارب 2 مليون لبناني بسبب تدمير منازلهم وبيوتهم، وبعد انتهاء الحرب أجبر حزب الله على نقل قواته إلى شمال نهر الليطاني بموجب قرار مجلس الأمن 1701 ، بل أكثر من دلك قام في أوقات باحتلال بيروت وطرد القوات النظامية منها فأصبح يشرف على مداخل العاصمة ومخارجها وأجبر الجيش اللبناني على الاستكانة في الثكنات، كما عاث رجال حزب الله فسادا في الغواني اللبنانيات مثلما فعلوا مع أجمل نساء سوريا حينما استغاث يهم التظام السوري في ما سمي بالربيع العربي، ودعني أن أقول  للسيد بتكيران أن الشعب السوري حينما علم باغتيال حسن نصر الله زغردت النساء وابتهج الشعب السوري ووزع الحلويات بعد مقتل هد الرجل،

6 ـ من المفارقات في مواقف السيد عبدالإله بنكيران أنه يضبط مواقفه على ميزان الكيل بالمكيالين فلا يحمل لها هما عند انتقاله من حالة إلى أخرى ولو كان الأمر نقيضا، أعجبني حينما أزبد وأرغد في نقاش وطني عن الحشيش والكيف بعد أن عارض بشراسة استخدام تلك العشبة لأغراض طبية أو تجميلية وأدرجها في خانة المحرمات، ولا أدري إن كان على علم أن من يعزي فيه اليوم كان واحدا من أكبر بارونات المخدرات في الشرق الأوسط، عناصر من حزب الله كانوا يشدون الرحال على مدار العام موكول إليهم فقط المتاجرة في المخدرات من باكستان مرورا عبر إيران وسورياحيث مستقرهم في بقاع لبنان، وليعلم السيد بنكيران أن مداخل حزب الله من المخدرات وحدها ما يزيد اليوم على خمسة مليار دولار سنويا، وليعلم أيضا أن تعزيته تضعه على طرفي نقيض، وبدلك يحق لنا أن نتساءل أو نعرف على أي قدم يريدالسيد عبدالإله بنكيران أن يرقص، ولقد اعتدنا على مواقفه من هدا القبيل منها على سبيل المثال تجده يلتزم صمت القبور من تطبيع تركيا أردوغان مع إسرائيل ويعارض بشراسة استئناف علاقات المغرب مع دولة إسرائيل، وكدلك العلاقات الرضائية تراه يكابد لإيجاد مبررات لقيادات من حزبه حول فضائحهم  الجنسية، فيما يعتبر دلك مخالفا لشرع الله في دلك السجال السياسي مع غريمه وزير العدل، 

وكذلك نفس الخطإ ارتكبه حسن نصره حيث الحرب الجارية الآن انفرد فيها دلك الدي تعزي فيه باتخاد القرار من دون استشارة أية جهة لبنانية بعد أن استغل الفراغ المؤسساتي الدي يعود السبب فيه إلى حسن نصر الله، لا وجود لرئاسة ولا وجود لحكومة سوى حكومة تسيير برئاسة نجيب ميقاتي، ولا وجود أيضا لبرلمان، النتيجة هي داتها كدلك خراب لبنان بأكمله تجاوز حجمالخسائر المسجلة في حرب 2006 حيث الاغتيالات بالجملة وحصد رجال حزب الله بالشكل الدي يتعدر فيه على السيد بنكيران ان يواصل كتابة رسائل التعازي ولعلي في هدا الصدد قد أنصحة بإقامة خيمة مفتوحة لتقبل التعازي،

7 ـ وكذلك ما يجهله السيد بنكيران أن حزب في إفريقيا وأوروبا يدفع برجاله، وبإيعاز من إيران، إلى التغلغل في صفوف الجالية المغربية وبالأخص في الديار البلجيكية من أجل حملهم وأقناعهم بالتشيع وما قد يترتب عن دلك من مخاطر جمة على أمن واستقرار البلد الأصلي، ناهيك عن المواقف المعادية لحزب الله من قضيتنا الوطنية والتداريب التي تجريها ميليشياته في عين المكان وفي لينان والعراق وبداخل بعض المخيمات الفلسطينية بضواحي مديمة صور اللبنانية،  

وإلى حين دلك أدعو له بالهداية وبالكف عن اللعب على الحبال، فكل الحسابات لا تسمن ولا تغني ويبقى الوطن فوق الجميع، إيمانك بوطنك والدفاع عنه من أوجب الواجبات، فلا ينبغي للسياسي أيا كانت مشاربه أن يتغافل عن قضاياه الوطنية بل هي أولوية الأولويات نمسي ونصبح عليها لأنه لا بديل لنا عن الوطن، غيرنا له انشغالاته وله أجندته فلا ينبغي أن نمعن في خدمة أجندة الآخرين في حين نغض الطرف عن المكائد التي تحاك ضدي وضدك، ولدلك بدلا من إرسال رسائل التعزية عليك أن توظف خرجاتك ضد أعداء الوطن في كل لحظة وحين،              

اترك رد