واشنطن تتراجع عن تقريرها حول الصحراء، وموقف روسي مفاجئ

بعدما تم تقديم مشروع التقرير الأمريكي إلى مجلس الأمن المدعوم من قبل كل من ابريطانيا وفنزويلا والأوروغواي الثلاثاء، والذي ميزته لهجته القاسية اتجاه المغرب، وطالبته “بدراسة خطوات فورية”، قبل أن يضيف التقرير في نبرة تهديد إلى المغرب في حال عدم الامتثال للقرار باتخاذ “إجراءات عاجلة لمجلس الأمن في حالة عدم بلوغ هذا الهدف”، ها هو التقرير وقد خرج مجددا في حلة معدلة بتدخل فرنسي وإسباني قبل أن يتم عرضه غدا الجمعة للتصويت عليه.

ومن أهم ما ميز التقرير الجديد المعدّل، والذي قدمته واشنطن الأربعاء، هو خلوه من تلك العبارات الشديدة سالفة الذكر، لتتم استعاضتها بعبارات أكثر هدوءا ومرونة.

وقدمت الولايات المتحدة الى شركائها في مجلس الامن الدولي مشروع قرار “يشدد على الضرورة الملحة” عوض عبارة “دراسة خطوات فورية” لان تستأنف بعثة الامم المتحدة في الصحراء عملها بصورة كاملة ويمهل الرباط والمنظمة الدولية اربعة اشهر للاتفاق على هذا الامر، عوض الشهرين التي ذكرت سلفا في التقرير الأول، لإطلاع مجلس الأمن الأممي حول ما إذا كانت المينورسو تعمل بشكل تام في هذا التاريخ.

كما تطرق التقرير بلغة أقل صرامة إلى “دراسة سبل تمكين المينورسو من ممارسة صلاحياتها من جديد في أجل أربعة أشهر” بخلاف التقرير الأول  الذي تحدث عن إجراءات عاجلة لمجلس الأمن في حالة عدم بلوغ هذا الهدف”.

وفي انتظار ذلك سيتم تمديد مهمة بعثة الامم المتحدة في الصحراء (مينورسو) لمدة 12 شهرا من دون تعديل، علما بأن ولايتها تنتهي في نهاية أبريل الجاري.

وفي خرجة إعلامية للسفير الروسي فيتالي تشوركين لصحافيين، والذي خرج عن دائرة الدول المؤيدة للتقرير الأمريكي، قال المسؤول الروسي، إن المناقشات حول هذا النص “لن تكون سهلة”، ليرسل بذلك إلى مجلس الأمن وكذا الرباط رسالة إيجابية، آخذا في الاعتبار الموقف المغربي، الذي  لا يجب الاغفال عنه، باعتبار ملف الصحراء وما يشكل من أهمية كبرى لدى كيان المغاربة.

ووسط تهديدات البوليساريو بعودتها إلى حمل السلاح إن لم تعد بعثة المينورسو بكامل صلاحياتها إلى الصحراء، وكذا بالنظر إلى أن المغرب يطلب تجديد المهمة لـ12 شهرا بدون شروط، يرى خبراء أن أمريكا وأصدقاؤها قد أوجدوا بذلك لأنفسهم مبررات لمواقفهم اتجاه ملف الصحراء، كونهم يريدون التثبت من قدرة البعثة على تنفيذ مهمتها، مبدين مخاوف من تشجيع دول اخرى تنتشر فيها بعثات دولية على السعي للتخلص منها.