تعتبر المجالس العلمية المحلية من المؤسسات التي أوكل إليها أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، استنادا إلى الظهير الشريف 01.03.300 المتعلق بإعادة تنظيم المجالس مهام نشر مبادئ الدين الاسلامي الحنيف، وترسيخ قيمه وتعاليمه السمحة، في إطار التمسك بكتاب الله وسنة رسوله والحفاظ على وحدة البلاد في العقيدة والمذهب، وتقريب هذه المؤسسات العلمية من تساؤلات الشباب وحاجيتهم العقدية والروحية والنفسية في ظل عالم معولم معاصر سمته طغيان المادة والأنانية والاستهلاك.
تكاملية الجغرافيا والكفاءة في تشكيلة المجلس العلمي الحالي
عرفت التشكيلة الجديدة للمجلس العلمي المحلي لكلميم ، اعتماد مقاربة تستدعي البعد الجغرافي لإقليم كلميم الممتد، كما أن الجهة تعرف حضورا متميزا للمدارس العلمية العتيقة، وكذا الزوايا الدرقاوية،الناصرية،المعينية، القادرية، التجانية، حيث ثم إحصاء أزيد من 60 زاوية بهذا الربوع من الصحراء المغربية، وكذا وجود عائلات علمية عريقة بحاضرة واد نون، مشهود له بالرسوخ في العلم والأدب، كما أن التركيبة الحالية تضم اساتذة جامعيين، وعلماء لهم أثر جلي في مجال العلوم الشرعية مع انفتاح على مشارب علمية اخرى كالقانون والاعلام والتواصل لتحقيق التكامل المعرفي.
شهد المشهد الديني بحاضرة وادنون، في الآونة الأخيرة إشعاعا علميا، حيث نظم المجلس ندوة علمية في إطار التعريف بالثوابت الدينية للمملكة المغربية، حول موضوع المذهب المالكي: مقاربة علمية للأصول والخصائص بمقر المجلس، كما ثم تقديم أزيد من 54 درسا علميا حول عيد المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال، استحضارا لجهود السلف وتذكيرا للخلف بقيم التضحية والمواطنة الحقة تجاه الوطن ومصالحه العليا، كما ثم تنظيم ليالي روحية بمناسبة مولد خير البرية النبي العدنان صلى الله عليه وسلم، جريا على ما جرى به العمل في مساجد وزاويا المملكة المغربية، وتثبيتا لحب المصطفى عليه الصلاة والسلام في قلوب الناس، وتذكيرا برسالته الأخلاقية مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.
وبالموازة مع هذا الاشعاع العلمي والروحي، نظمت خلية المرأة التابعة للمجلس العلمي المحلي، أنشطة مكثفة بإشراف السيدات العالمات وواعظات ومرشدات المجلس، للتذكير بدور المرأة المغربية في مسار النضال والتحرير، كم ثم تقديم دروس في فقه الوضوء والصلاة، مما لا يسع المرأة جهله في أمور الدين، كما ثم تقديم دورات تكوينية لرائدات المسجد في كيفية حفظ كتاب الله الكريم ترتيلا وأداءا.
العناية بالقرآن الكريم والحديث النبوي الشريف من مهام المجالس العلمية
في ظل اختصاصاتها التي أوكلها أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله للمجالس العلمية، بالعناية بكتاب الله وسنة نبينا العدنان، فإن المجلس العلمي المحلي لكلميم، نظم مسابقتين الأولى في حفظ كتاب الله كاملا ترتيلا وأداءا، لفئة الشباب واليافعين، ذكورا وإناثا، كما ثم في هذا الإطار تنظيم مسابقة في حفظ الأربعين النووية، لفائدة الأطفال واليافعين ذكورا وإناثا، وذلك بغية المساهمة في تعلق البراعم والشباب بكتاب الله الكريم والسنة النبوية الشريفة.
كما أن المجلس العلمي المحلي اعتمد مقاربة جديدة، من خلال القيام بصبحيات تربوية وثقافية تنشيطية، تشمل عدة مواضيع منها ما يتعلق بالصحة والتعليم والتحصيل الجيد، ومنها ماله علاقة ببعض المناسبات الوطنية الخالدة.
إيمانا من المجلس العلمي المحلي بكلميم رئاسة وأعضاء، بدور الوسائل الحديثة في التبليغ وتنوير الوعي الديني بالجهة، قام المجلس العلمي المحلي بإنشاء صفحة فايسبوكية رسمية، وذلك قصد نشر الأنشطة العلمية والثقافية في المواقع الافتراضية، والعمل على التعريف بالثوابت الدينية للمملكة المغربية من عقيدة اشعرية، ومذهب مالكي، وتصوف سني، وتشبت بإمارة المؤمنين.
انفتاح وازن على أنشطة القطاعات الحكومية
عرف المجلس العلمي المحلي بكلميم، حضورا وازنا في الانشطة العلمية والثقافية التي تنظمها بعض القطاعات الوزارية المختلفة، حيث شوهد حضور المجلس العلمي المحلي في فضاء الذاكرة التاريخية التابع للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في موضوع علمي بعنوان محطات بارزة من تاريخ المغرب الراهن حدث المسيرة الخضراء أنموذجا، كما ثم إشراك المرأة العالمة ممثلة عن المجلس العلمي المحلي في أشغال مائدة مستديرة التي نظمتها اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بشراكة مع وكالة التنمية الاجتماعية لجهة كلميم، حول موضوع” امان في الفضاءات العامة”، في إطار الحملة التحسيسية التي تنظمها وزارة التضامن والإدماج والأسرة حول موضوع حماية النساء من العنف في الفضاءات العامة، وتعد هذه اللقاءات مناسبة للتعريف بمكانة المرأة العالمة وتكريمها في القرآن والسنة النبوية الشريفة، ودحضا لسوء تأويل النصوص الشرعيةوالتمثلات المجتمعية، وبيان دور مؤسسة العلماء في إغناء النقاش المجتمعي وتنوير الوعي الجمعي.
الانفتاح على فئة الشباب من مهام مؤسسة العلماء
نبه دليل المجالس العلمية المحلية، مؤسسة العلماء الى العمل على تنزيل الرؤية المولوية السامية لمولانا أمير المؤمنين اعز الله أمره، تجاه شريحة من مكونات الشعب المغربي وهو الشباب، وذلك عبر فتح قنوات التواصل معها والاستماع الى اهتماماتهم وبذل كل الوسع قصد تحصينهم من كل الافكار المضللة والاوهام الزائفة، وكذا العمل على ترسيخ القيم الوطنية والدينية في نفوسهم.
ومن هذه الرؤية المولوية السامية لمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، نظم المجلس العلمي لكلميم لقاءا تواصليا تحسيسيا لفائدة الشباب، لمقاربة موضوع ظاهرة الإدمان وسبل الوقاية منه، عبر إشراك الشباب وخبراء في علم النفس والاجتماع.
التكوين والتكوين المستمر لتنزيل الرؤية المولوية السامية الجديدة الحياة الطيبة
سعى المجلس العلمي المحلي لكلميم في إطار اختصاصاته، التعريف بمعالم الرؤية المولوية السامية الجديدة لمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، في ربط قيم الدين بهموم المواطنات والمواطنين، او ما يصطلح عليه الحياة الطيبة مصداقا لقوله عز وجل في محكم كتابه “من عمل صالحا من ذكر أو انثى وهو مومن فلنحيينه حياة طيبة” سورة النحل الآية 97، والتي تستند في قيامها على الايمان والعمل الصالح، مما يستدعي من العلماء والائمة المرشدين والمرشدات، نهج رؤية جديدة في التبليغ تقوم على الدعوة الى الله بالحكمة والموعظة والقدوة الحسنة ونبذ الخلافات، وتذكير الناس بقيمة القيم الدينية في التخفيف من الظواهر الاجتماعية المنتشرة في المحيط المجتمعي وفي المجال الاقتصادي، وبيان أن الشريعة الاسلامية إنما جاءت لجلب المصالح ودرء المفاسد عن الإنسان في العاجل والاجل.