يطرح هذا الإصدار لمؤلفه الباحث عادل يعقوب، ضمن منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، (يطرح) التساؤل بإلحاح حول مدى صحة اعتماد المنتوج الصحافي كمصدر لا غنى عنه للتاريخ؟ وهل تلتقي الصحافة والتأريخ عند نفس الهدف؟ أي أنهما ينقلان للقارئ المعرفة والمعلومات ويحاولان شرح الأحداث. وهل بالفعل حدودهما ملتبسة لدرجة لا يمكن معها وضع حد فاصل بين نهاية عمل المؤرخ وبداية عمل الصحفي؟
وأوضح بلاغ توصلت جريدة “بالواضح” بنسخة منه بأن هذه الدراسة اتخذت من مدينة فضالة أو المحمدية محورا لها، معتبرا بأنها المدينة التي لم تنل حظها من الدراسة والبحث، وان الأمر راجع إلى أسباب عدة، من أهمها أن مدينة الدار البيضاء قد سرقت الاهتمام من المراكز التي من حولها، وجذبت اهتمام الباحثين نظرا للزخم الذي شهدته سواء من حيث الأحداث، أو من عمق إسقاطاتها وانعكاساتها على المحيط القريب والبعيد.
وبناء على ما تم تجميعه من معطيات، قسم الباحث دراسته حول فضالة إلى فصل تمهيدي وثلاثة أبواب وخلاصات، وفق خطة البحث الموضوعة كالآتي:
في الباب الأول، تناول الصحافة الفرنسية ودورها في دعم التدخل العسكري، وتطور الصحافة المحلية، وكيفية تطويع سلطات الحماية لها. كما تمت مقاربة عناوين الصحف التي كان موضوع المدينة ضمن تيماتها أو اهتماماتها.
أما الباب الثاني، فقد أُفرد للأنشطة الاقتصادية بفضالة من خلال صحافة عهد الحماية، بدءاً بالوقوف والانكباب على تطور الميناء باعتباره نواة المدينة، ثم تقديم صورته كما وردت في الصحافة الفرنسية، دون إغفال أنواع الأنشطة الاقتصادية من فلاحة وصناعة وخدمات.
وخصص الباب الثالث لمسألة التعمير، وما أعقب ذلك من تطور عمراني ونزوع سلطات الحماية الفرنسية للتحكم في التعمير الخاص بالمغاربة، بالإضافة إلى معالجة تمظهرات الحياة الاجتماعية بفضالة، من تطور ديموغرافي وخدمات وحياة اجتماعية بالمدينة.