تم، اليوم الخميس بأديس أبابا أمام مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، تسليط الضوء على الرؤية الملكية لتعزيز السلم والاستقرار والتنمية في إفريقيا.
وذكر السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا، محمد عروشي، خلال اجتماع لمجلس السلم والأمن عُقد على المستوى الوزاري حول “التجارب والدروس المستخلصة من تنفيذ ولاية مجلس السلم والأمن وفقا للقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي وبروتوكول إحداث مجلس السلم والأمن” ، في هذا السياق، بالرسالة التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الدورة العادية الـ30 لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، والتي أكد فيها جلالته أن “المملكة المغربية ستواصل الدفاع عن القضايا الإفريقية النبيلة. ولن تدخر جهداً في سبيل تعزيز السلم والاستقرار والتنمية في إفريقيا”.
وشدد عروشي على أن هذه الرؤية الملكية تجسد التزام المغرب الثابت برفع التحديات المعقدة التي تعيق السلم والاستقرار في إفريقيا، بما في ذلك النزاعات طويلة الأمد والعنف المسلح والأنشطة الإرهابية والحركات الانفصالية.
ومن هذا المنطلق، دعت المملكة إلى اعتماد مقاربة استباقية وشمولية لتدبير الأزمات تقوم على تعزيز آليات الوقاية، من قبيل النظام القاري للإنذار المبكر، وتعبئة الموارد المالية والبشرية واللوجستية المناسبة.
كما أبرز الدبلوماسي أهمية توحيد الجهود القارية حول ثلاثية السلم والأمن والتنمية، وهي مقاربة يدعو إليها المغرب ويقودها مجلس السلم والأمن عبر “مسلسل طنجة”، والتي ينبغي أن توجه الاستراتيجيات المستقبلية للاتحاد الإفريقي.
وأشار إلى أن المغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أثبت التزامه كوسيط نشط في العديد من الأزمات الإفريقية، خاصة في منطقة نهر مانو وليبيا ومنطقة الساحل.
وجدد السيد عروشي، بالمناسبة، التأكيد على أهمية إرساء تضامن إفريقي قوي، معتبرا أن أي أداء لمجلس السلم والأمن ينبغي تقييمه من خلال الإنجازات الملموسة على أرض الواقع، وأن الحفاظ على الوحدة الترابية للدول وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول يجب أن تظل بمثابة مبادئ توجيهية لهذه الهيئة.
وأشار إلى أن المملكة دعت إلى تنفيذ “مشاريع الارتباط”، التي دعا إليها إعلان طنجة، لمعالجة الأسباب الهيكلية للأزمات والنزاعات من خلال تعزيز التنمية السوسيو- اقتصادية، بهدف بناء إفريقيا مزدهرة، تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وخلص عروشي إلى التأكيد على أن هذه الرؤية الملكية، التي تشكل حجر الزاوية في عمل المغرب داخل الهيئات الإفريقية، تعكس طموحا واضحا يدعو إلى المساهمة في بناء قارة موحدة ومستقرة ومزدهرة، حيث يسود السلم والتنمية.