اختيار المملكة المغربية للوساطة في الازمة السودانية!

بقلم: محمد احمد السماني احمد (.)

الجميع يستحضر ماحدث في ليبيا ومؤتمر الصخيرات.

ماذا لو استضافت المملكة المغربية مؤتمرا لحل الازمة السودانية تحت رعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس صاحب القيادة الرشيدة.

تشهد بلادنا حاليا واحدة من أكثر الفترات تحديًا وظلامية في تاريخها الحديث، حيث تدور الحرب بين الجيش النظامي السوداني ومليشيا الدعم السريع، مما تسبب في خسائر بشرية ومادية فادحة وزعزعة استقرار البلاد وخلق شرخ اجتماعي كبير، ونزوح الملايين من الأبرياء وتدمير البنية التحتية  والاقتصاد، وتعد هذه الأزمة اختبارًا حقيقيا لقدرة الشعب السوداني بقواه السياسية والاجتماعية والمجتمع الدولي على تحقيق السلام والاستقرار في منطقة طالما عانت من النزاعات منذ عام 1954.

وتتطلب معالجة هذه الأزمة – الكارثية وضع خطة محكمة ومدروسة تتناول جذور النزاع وتعالج العوامل المحفزة له، مع التركيز على بناء الثقة بين الأطراف المتنازعة وإشراك جميع الفئات المعنية في عملية السلام. ومن أجل تحقيق ذلك، ينبغي أن تستند الخطة إلى تجارب ودروس مستفادة من نزاعات سابقة في إفريقيا والعالم وأن تتضمن آليات فعالة لوقف إطلاق النار، وإطلاق حوار شامل، وتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية جذرية.

في هذا السياق، تهدف هذه الخطة إلى تقديم خارطة طريق واضحة وقابلة للتنفيذ لوقف الحرب الدائرة في السودان، من خلال خطوات ملموسة تتضمن تقييم الوضع الراهن، وبناء الثقة بين الأطراف، وإطلاق عملية حوار وطني شامل، ووضع إطار عمل للسلام، إضافة إلى ضمان الدعم الدولي والإقليمي. ويجب أن تتسم الخطة بالمرونة والتكيف مع التطورات على الأرض لضمان تحقيق سلام دائم ومستدام في السودان.

وعملية إعداد خطة محكمة لوقف الحرب الدائرة في السودان بين الجيش ومليشيا الدعم السريع يتطلب تفهما عميقا للوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي في البلاد، بالإضافة إلى التعاون مع الجهات المحلية والدولية المعنية. وهنا ساحاول طرح نقاط متسلسلة ليس لتنفيذها من قبل المتقاتلين ولكن اولا لكي نستوعب نحن الشعب الكيفيةالتي يمكن ان تمضي بها خطوات وقف الحرب حتى نسهم بدورنا في تحويل الحروف والعبارات الى قوة ضغط فعالة لو اجراءات عملية ونكون على المام تام حول التدابير والخطوات التي يمكن ان توقف الحرب.

وإليك الخطوات الأساسية التي يمكن اتباعها لتقديم خطة محكمة:

1- تحليل الوضع الراهن

تقييم ميداني: جمع المعلومات الدقيقة حول الوضع على الأرض، بما في ذلك خريطة النفوذ والمناطق المتضررة.

الجهات الفاعلة: تحديد جميع الأطراف المتورطة في النزاع.

2. بناء الثقة

 كخطوة أولى. تقديم مبادرات لوقف إطلاق النار : بدء حوار مع كل الأطراف لتقديم مقترح بوقف إطلاق النار المؤقت

 المساعدات الإنسانية :تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة كخطوة لبناء الثقة بين الأطراف.

  1. الحوار الشامل

 إطلاق عملية حوار وطني ودعوة الاطراف الي عقد جلسة في المملكة المغربية : دعوة جميع الأطراف الفاعلة في النزاع، بما في ذلك المجتمع المدني، والشباب، والنساء، والزعماء التقليديين والدينيين، لحوار شامل حول مستقبل البلاد.

 ضمان حيادية الوسيط: اختيار المملكة المغربية بلد الوساطة   ليقوم بتيسير الحوار لمعرفتها التامة في حل النزاعات.

4. وضع إطار عمل للسلام

 الاتفاق على مبادئ أساسية: تحديد المبادئ الأساسية التي يجب أن تحكم الاتفاقية النهائية، مثل احترام حقوق الإنسان، والديمقراطية، وسيادة القانون.

الترتيبات الأمنية: وضع خطط لدمج المليشيات ضمن القوات النظامية أو إعادة تأهيل وتسريح المقاتلين

5. الإصلاح السياسي والاقتصادي

  • إصلاحات دستورية: العمل على إصلاحات دستورية تضمن مشاركة عادلة وشفافة لجميع الفئات في العملية السياسية.

*الإصلاحات الاقتصادية: تقديم خطط لدعم الاقتصاد وإعادة الإعمار، مع التركيز على تنمية المناطق المتضررة.

6. المراقبة والتقييم

  • إنشاء لجنة مراقبة: تكوين لجنة مستقلة لمراقبة تنفيذ الاتفاقية وضمان الالتزام بها.

 التقييم الدوري: القيام بتقييم دوري لتحديد مدى التقدم المحرز وتعديل الخطط حسب الحاجة.

7. الدعم الدولي

 الحصول على دعم الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي : العمل مع المجتمع الدولي لضمان الدعم المالي والسياسي لعملية السلام.

 ⁠الدعم الإقليمي: إشراك الدول المجاورة والمنظمات الإقليمية في دعم الاستقرار في السودان.

8. التوعية والمشاركة المجتمعية

 التوعية بالسلام: نشر ثقافة السلام والتعايش السلمي من خلال حملات التوعية والتعليم.

 المشاركة المجتمعية: تشجيع مشاركة المجتمع المحلي في عملية السلام لضمان استدامتها.

  1. التعامل مع العوامل المسببة: “للصراع”

 معالجة الأسباب الجذرية: التركيز على حل المشاكل التي أدت إلى النزاع، مثل التوزيع غير العادل للموارد، والتمييز، والفساد.

تطبيق الخطة:

 خطوة أولى: تنظيم مؤتمر سلام دولي برعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس بشراكة مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لبدء الحوار بين الأطراف في المملكة المغربية.

 خطوة ثانية: التوقيع على اتفاقية وقف إطلاق النار ومباشرة تقديم المساعدات الإنسانية.

 خطوة ثالثة: البدء في عملية الحوار الوطني والإصلاحات السياسية والاقتصادية المتفق عليها.

وينبغي أن لا يفوت علينا أن إعداد وتنفيذ خطة لوقف الحرب يتطلب التزاما من جميع الأطراف ودعما مستمرًا من المجتمع الدولي لضمان تحقيق السلام الدائم والاستقرار في السودان.

(.) باحث في الدبلوماسية الموازية

تعليقات (0)
اضافة تعليق