بقلم: سعيد الياسمني (.)
اضطراب فرط الحركة هو حالة طبية معقدة تؤثر على الأطفال والبالغين على حد سواء، وتتميز بمجموعة من السلوكيات التي قد تسبب صعوبات في الأداء اليومي والتفاعل الاجتماعي. هذاالاضطراب له تأثير كبير على حياة الأفراد، لذا من المهم فهمهوالتعامل معه بشكل صحيح.
السلوكيات غير المرغوب فيها:
يظهر الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة مجموعة منالسلوكيات التي قد تسبب القلق والتحدي للآباء والمعلمين. منبين هذه السلوكيات، نجد:
العناد: قد يبدي الأطفال المصابون بهذا الاضطراب مقاومة وعناداًعند طلبهم القيام بأمر ما، مما قد يؤدي إلى صراعات مستمرة.
العصبية: يصبحون سريعي الانفعال، وقد يظهرون ردود فعلمبالغ فيها تجاه المواقف البسيطة.
العنف: قد يلجأ بعض الأطفال إلى التصرف بعنف تجاه الآخرينأو الأشياء المحيطة بهم، مما قد يسبب مشاكل في المدرسة أوالمنزل.
عدم احترام شروط اللعب: يواجهون صعوبة في اتباع القواعدوالتعليمات أثناء اللعب، مما قد يؤدي إلى نشوب نزاعات معأقرانهم.
مقاطعة الآخرين: يميلون إلى مقاطعة الآخرين أثناء حديثهم، مماقد يسبب إزعاجاً للمحيطين بهم.
كثرة الكلام: يتحدثون بشكل مفرط، وقد يجدون صعوبة فيالتحكم في كمية الكلام وموضوعه.
التعامل مع طفل فرط الحركة:
إن التعامل مع طفل يعاني من اضطراب فرط الحركة يتطلب نهجاًشاملاً وصبوراً. فيما يلي بعض الاستراتيجيات المفيدة:
التركيز على السلوكيات الإيجابية: من المهم ملاحظة وتشجيعالسلوكيات الإيجابية التي يقوم بها الطفل. يمكن للوالدينوالمعلمين مدح الطفل والثناء عليه عند قيامه بأي سلوك جيد، ممايعزز ثقته بنفسه ويشجعه على تكرار هذه السلوكيات.
التكليف بالمهام المناسبة: يمكن تكليف الطفل ببعض المهام التيتتطلب الحركة والنشاط، مثل الأعمال المنزلية البسيطة أو ممارسةالرياضة. فهذا يساعد على تفريغ طاقته الزائدة بطريقة إيجابية.
إشراك الطفل في النقاشات: إشراك الطفل في المحادثات العائليةأو المدرسية يساعده على التعبير عن نفسه ويشعره بأهميته. كماأن الحديث يتيح له فرصة لتفريغ طاقته الزائدة بطريقة بناءة.
ممارسة الرياضة: تشجيع الطفل على ممارسة الرياضات غيرالعنيفة مثل كرة القدم أو الجري أو السباحة، يساعد على تحسينتركيزه وتفريغ طاقة الحركة لديه.
الأنشطة المسرحية: الانخراط في نادي مسرحي أو المشاركة فيأنشطة تمثيلية يمكن أن يكون مفيداً للغاية. فالمسرح يتيح للطفلالتعبير عن مشاعره وقدراته اللغوية والحركية، مما يساعده علىضبط حركته وتوجيهها بطريقة إبداعية.
الخاتمة:
إن التعامل مع طفل يعاني من اضطراب فرط الحركة قد يكونتحدياً، لكن من خلال فهم سلوكياته وتطبيق الاستراتيجياتالمناسبة، يمكن للوالدين والمعلمين مساعدة الطفل على التغلب على هذه التحديات. فمن المهم إظهار الصبر والتفهم، وتوفير بيئةداعمة تساعد الطفل على تطوير مهاراته الاجتماعية والتحكم فيسلوكياته. مع الدعم والتشجيع المناسبين، يمكن للأطفال المصابينباضطراب فرط الحركة تحقيق النجاح والتكيف مع بيئتهم.
(.) استشاري نفسي وتربوي
أخصائي صعوبات التعلم