القلعة إلى أين؟

بقلم: احمد بولمان
حدثان مأساويان عاشتهما مدينة قلعة السراغنة اليوم يظهران بجلاء حجم الأزمة المركبة التي تعيشها هذه المدينة على مستوى تدبير الشأن العام؛ يتمثل الأول في إصابة أربعة مواطنين بعضات كلب مسعور ، كلب ينتمي لقطيع هائل من الكلاب الضالة التي تملأ جميع الأحياء والدروب والشوارع والازقة وتتجول بمنتهى الاريحية في مجموعات مشكلة واحدة من أبشع مظاهر الاستهتار بحياة المواطنين والمواطنات..أما الثاني فهو إصابة سبعة مواطنين في هجوم دامي لأحد المختلين عقليا واحد منهم إصابته خطيرة ..ضحايا الكلب المسعور والمختل عقليا كلهم نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية ..لم يكن يخطر ببال أحد من ساكنة هذه المدينة، ولا بال من يطلقون على أنفسهم فاعلين سياسيين ومدنيين من مختلف التوجهات والحساسيات أن يستيقظوا على هول الفاجعة السياسية التي أصابت المدينة..فاجعة عنوانها استقالة غير معلنة للمجلس البلدي عن القيام بمهامه واختصاصاته وصلاحياته التي يمنحها إياه القانون التنظيمي للجماعات المحلية، استقالة ليس فقط من الصلاحيات التي لها صلة بالبرنامج التنموي المفقود الذي لم يظهر له أثر ونحن في نهاية الولاية الانتخابية ، بل كذلك من تلكم التي لها علاقة بأبسط الخدمات الأساسية التي عجز هذا المجلس عن توفيرها للساكنة مثل النظافة والإنارة العمومية والطرق العمومية المهترئة ..الخ ..لم يكن أشد المتفائلين حيال غزارة وإسهال خطاب الإصلاح والتغيير وتحقيق المنجزات الذي سبق المحطة الانتخابية الأخيرة ليتصور أن المدينة ستغزوها الكلاب الضالة والمختلين عقليا وأصحاب العربات المجرورة بالدواب وستغرق في فوضى غير خلاقة من نسخة هجينة لشعبوية سياسية حولت حياة الساكنة إلى جحيم لايطاق.

تعليقات (0)
اضافة تعليق