بالواضح – إعداد الحوار: رشيد ازروال
عبدالعزيز اوشتو فنان تشكيلي اشتغل منذ سنوات طويلة في مرسمه الخاص بعيدا عن اضواء المعارض و الاعلام لضيق الوقت بسبب انشغالاته المهنية،الى ان تفرغ تماما لمشروعه الفني منذ ازيد من عقد من الزمن، ليشارك في معارض جماعية متعددة، كمعرض الدار البيضاء سسنة 2023.
يشتغل اوشتو على موضوعات متنوعة ليعبر عنها في لوحاته مثل موضوع البيئة باعتبارها رسالة توعية عبر الرسم الجميل، نص الحوارفي ما يلي:
1.بعجالة، كيف تطورت تجربتك الإبداعية من البداية إلى اليوم؟ ورأيك في المشهد التشكيلي المغربي المعاصر؟
بداية، اول عمل تشكيلي انجزته كان على لوحة على القماش موضوعه نظرية او فرضية الانفجار العظيم،بعد هذا العمل، وما زيد على عشرين سنة، اتجهت الى الاشتغال بتقنية الصباغة الزيتية، والان اشتغل بتقنية الاكليريك منذ الخمس سنوات الاخيرة،عودة الى البدايات الاولى،رسمت لوحة زيتية لبيت العائلة في قرية تنانت ضواحي ازيلال، وايضا بعض مظاهر طقوس وعادات موسم املشيل، هذه الاعمال انطباعية تعكس رؤية العين، ثم دخلت عالم التجريد الذي اشتغل في فضائه الرحب حيث مساحات التخيل والترميزوالايحاء كبيرة ومتسعة.
2.هل أنت مع توظيف التطور الرقمي في الأعمال الفنية، أم تعتبر الخوارزميات تهدد روح التشكيل؟
الرقمنة المعاصرة التي نعيشها بقدر ماهي مفيدة للبشرية باعتبارها تلبي حاجيات الناس بقدر مالها اثارا سلبية في الحالة التي يتم فيها استلاب الناس، مثلا نجد داخل العائلات وبين الاصدقاء حتى المسنين منهم تواصلا منقوصا او شبه منعدم رغم اقتسامهم لمكان معين( منزل/ مقهى) في نفس اللحطة الزمنية،العيب ليس في لتكنولوجيا التواصل في حد ذاتها انما في الاستعمال المفرط للناس ما ينعكس على علاقتهم الاجتماعية بل على صحتهم الذهنية والبدنية.
تكنولوجيا الحاسوب وغيره من الاجهزة والبرامج والتقنيات في العمل التشكيلي ينفي عنه كل ابداع، فعملية الابداع هي مصنع جماعي يعمل فيه المتخيل الذهني والحواس والاستشراف،اما عملية اللصق والتركيب الالي بدون اعمال الخيال والموهبة فهذا ليس فنا بقدر ماهو عمل عادي بلا روح.
الدول تتقدم بالثقافة والفنون ايضا، وليس بالاقتصاد فقط، وبكل اسف نعيش اهمالا رسميا للفن التشكيلي خاصة، اضف الى ذلك ان مجتمعنا المغربي ليس له ثقافة تشكيلية معاصرة، والسر في ذلك يكمن في المحيط الاسري والمدرسي المبكرالذي لم يقم بتربية الاجيال على حب الثقافة والفنون ومنها التشكيل، ليس هناك تربية على الثقافة البصرية الراقية والمتفاعلة ذوقا مع المنجز التشكيلي.
4.سوق التشكيل في بلادنا معلومة للفنانين والوسطاء وارباب دور المعارض وجمهور المهتمين..، هل أنت مقتنع بآليات ترويج وتسويق المنتوج؟
لست مقتنعا بقنوات ترويج المنتوج التشكيلي الحالية، ربما ستكون اليات التوزيع والتسويق واضحة وذات مردودية اذا تدخلت الوزارة الوصية بمعية الفرقاء والمتدخلين من قطاعات حكومية اخرى والقطاع الخاص في وضع مخطط انعاش الثقافة البصرية في المملكة عبر تنظيم حملة سنوية منتظمة لدعم تلقي واقتناء الاعمال التشكيلية
5.في كواليس المجتمع التشكيلي ثمة حكايات موجعة ومحزنة حول هضم حقوق مبدعين رحلوا عن هذا العالم، أو هم أحياء يعانون شظف العيش رغم علو كعبهم الفني، إذ يضطرون لبيع أعمالهم الجيدة بثمن بخس، ماهي الحلول الكفيلة التي يمكن لنقابة التشكيليين أن تترافع عنها في الفضاء الثقافي وأمام الجهات الوصية على القطاع والمتدخلين من أجل حفظ الحقوق المادية والمعنوية؟
فعلا، يوجد الكثيرمن الفنانين التشكيليين من يعانون في صمت لقلة ذات اليد، وبسبب الفقر المدقع يضطرون لبيع اعمالهم الجيدة بثمن بخس، والمامول من النقابة الوطنية للتشكيليين المغاربة ان تبذل مجهودات اضافية بالتدخل لدى وزارة الثقافة مثلا لاقتناء بعض اعمالهم ما يقيهم شرالحاجة، وبامكان الوزارة اما الاحتفاظ باللوحات والمنحوتات وتوزيعها على فروعها وملحقاتها الخارجية من مديريات ومركبات ثقافية ومسارح او اعادة بيعها للخواص عبر برنامج سنوي مسطروتوظيف تلك المداخيل المالية لشراء اعمال الفنانين في وضعية اجتماعية صعبة، هذا مقترح اجده قابلا للتطبيق على ارض الواقع ولن يكلف ميزانية باهضة.
6.الافاق المستقبلية؟
يشغلني موضوع البيئة، واحاول توظيف اعمالي الفنية للتطرق لهذه الاشكالية، فانا اواصل العمل على مشروع البيئة من خلال فن التشكيل، فهذا الفن الراقي الجميل ليس وظيفة جمالية فقط لتحقيق المتعة البصرية والروحية لدى المتلقي، بل له وظيفة توعوية لتحسيس المجتمع باهمية المحافظة على البيئة.