بقلم: د محمد نحوا
انعقد ملتقى الراحل الدكتور العربي بوسلهام الأول للثقافة والعلوم صيف 2024، بمنزل الفقيد رحمه الله – بمنطقة وادي أليان التابعة إدارياً لإقليم الفحص أنجرة بجهة طنجة تطوان الحسيمة في الفترة الممتدة من يوم الأحد 29 محرم 1446هـ 4 غشت 2024م إلى يوم السبت 5 صفر 1446هـ 10 غشت 2024م، تحت شعار قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة)، وقد تداعى لهذا الملتقى الأول ثلة من أصدقاء ومحبي الفقيد العربي بوسلهام يتقدمهم الأستاذان المربيان الكريمان الدكتور عبدالرزاق الجاي، والدكتور سعيد هلاوي، وفاء لروح الفقيد العزيز الذي أبلى بلاء حسناً فيما قدمه من أعمال جليلة ومبرات خلدتها ألسنة الصالحين بما يلهجون بهمن الثناء العطر له، وألسنة الخلق أقلام الحق، كما جاء على لسان بعض الصالحين.
-1- جلسات لقراءة أوائل كتب الحديث الستة في مجالس نورانية، تحللها السكينة، وتحفها الرحمات الربانية، وقد انتظمت في ستة مجالس أسمع فيها شيخنا ومجيزنا الدكتور عبد الرزاق الجاي للحاضرين من طلابه ومحبيه ما تيسر من أحاديث نبوية، مع ذكر شيء مما يتعلق بها من فوائد تربويةوقواعد حديثية.
2 ـ حصص فيها ذكرى وعبرة، تضمنت الإفادة من تجربة أستاذنا الدكتور سعيد هلاويأتحف فيها طلابه ومحبيه بجملة من الخواطر التربوية والقواعد البانية للبحث العلمي.
-3 تقديم نتف من الإشارات التي تضمنتها منتخبات من المقدمات لبعض الكتب وخاصة ما تضمنته مقدمات الإمام الشاطبي في كتابه “الموافقات”، أعدها وقدمها محمد نحوا.
-5- إبراز نماذج من الجهود المغربية في الدرس البلاغي، من خلال قراءة قدمها الأستاذالعيد نخوا في إنتاج أربعة من الرواد المؤسسين للتميز المغربي في البلاغة العربية، ابن عميرة، والقرطاجنيوالسجلماسي وابن البناء المراكشي.
-6- تقديم محاضرتين نافعتين في الرقم الذهبي، وبيان ما اشتمل عليه من الأسرار العجيبة، قدمها الدكتور الطبيب عبد الرحيم معتوق، مبرزاً في محاضرتيه الماتعتين أن وجود النسبة الذهبية في تركيبة جميع الكائنات دليل على عظمة الخالق عز وجل الذي أبدع صنع كل شيء، وهي أيضاً مدخل من مداخلتشييد الجسور بين العلوم التجريبية، وترسيخ الإيمان في النفوس، كما أن دراسة هذا الرقم تكسب المرءفهماً أعمق وأدق للتوازن الطبيعي والتصاميم المثلى التي تلهم وتوجه الإبداع البشري.
-7- حوار مع الضيف العزيز الدكتور امحمد جبرون الذي قدم لنا أرضية للنقاش والحوار فيمواضع مهمة تتعلق بذكر إشارات مفيدة في تاريخ الإصلاح بمغربنا الحبيب.وقد تخللت كل هذه الجلسات المفيدة نقاشات وحوارات مفيدة ذكرت أهم تفاصيلها في التقريرالتفصيلي الموسوم بـ: “نيل البهجة في الرحلة إلى جهة طنجة.
كما تجدر الإشارة إلى أن هذه الأيام الثقافية تخللتها أيضاً أنشطة موازية، قدمت فيها مسرحيات هادفة، وكلمات في ذكر بعض مناقب الفقيدالعربي بوسلهام وجهوده المباركة في نشر العلم وإفادة الناس، وتضمنت أيضاً إلقاء قصيدة شعرية في رثاءالفقيد، جادت بها قريحة الأستاذ الشاعر الخدوم عبد الرحيم العباسي.
1ـ تقديم وافر الشكر وعظيم الامتنان لكل من أسهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذا الملتقى المبارك، ويخصون بالذكر والدة الفقيد ووالدة جميع طلابه ومحبيه (فهم إخوانه وأبناؤه من الرضاعة العلمية) الحاجة حبيبة الفرايحي، وهم إذ يشكرونها على ما تفضلت به من الموافقة والرعاية لهذا الملتقى في بيتها العامر هنا، وما ترسله من دعوات مباركات للملتقى طيلة هذه الأيام، فإنهم يتوجهون إلى الله تعالى أن يحفظها، وأن يبارك في صحتها، وأن يكتب لها عنده أجر كل ما قرئ من أي الذكر الحكيم في هذا البيت الميمون، وما سرد فيه من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن يبارك في
حفدتها أبناء فقيدنا العربي بوسلهام، وأن يجعلهم مقتفين آثار والدهم في نشر الخير ونفع الأمة.
كما يخصون أيضاً بالذكر مقام الوالد الغالي والمربي الناصح الأمين منسق “ماستر العلوم الشرعية والبناء الحضاري بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط الدكتور الفاضل عبد الرزاق الجاي، والأستاذ العزيز الدكتور سعيد هلاوي على حسن إشرافهما ورعايتهما للملتقى المبارك، ويخصون أيضاً بالذكر الأستاذ المبدع والمنشط الرائع الأستاذ حسن الطويل، ومعه أبناؤه وزوجته المصونة أصحاب الأيادي البيضاء الطويلة في الخير، ويقفون أمام عطائهم المبذول في هذا الملتقى عاجزينمرددين قول أبي الطيب المتنبي:
لا خيل عندك تهديها ولا مال — فليسعد النطق إن لم يُسعد الحال
ولا ينسون أيضاً شكر كل الذين جدوا واجتهدوا وضحوا بالكثير لتوفير جميع أنواع الخدمات التوفير الراحة للمشاركين في الملتقى، سواء في الطبخ أو النظافة، أو المتابعة الإعلامية اليومية، جزى الله الجميع خير الجزاء.
يسجلون بارتياح كبير ما لمسوه من تكامل وانسجام وانضباط تحلى به جميع المشاركين في الملتقى.
يسجلون أيضاً بارتياح عظيم نجاح هذا الملتقى في الوصول إلى تحقيق أهم أهدافه، التي منها علىسبيل المثال: إشاعة ثقافة الاعتراف بالفضل لأهل الفضل، ولا يعرف الفضل لأهله إلا أهله، ويأملون أن تتجدد هذه الملتقيات، وأن تنقل التجربة إلى مواطن أخرى، حتى يعم خيرها.