هذا ما قام به الوفد الاستقلالي بعد زيارتهم بيتَ بنكيران، وهذا هو مصير الحكومة

في الوقت الذي شدت انتباه الكل نحو بيت بنكيران ترقُّبا لما سيسفر عنه الاجتماع الحاسم لرئيس الحكومة المعين عبدالإله ابن كيران بالوفد الاستقلالي المشكل من كل من القياديين الثلاثة حمدي ولد الرشيد وابو عمرو ثغوان ومحمد السوسي المساوي المكلفين بقرار من مجلسهم الوطني، فإذا بالثلاثة يخرجون مسرعين باتجاه سيارتهم، فرارا من الصحافة التي كانت أمام بيت رئيس الحكومة.

وبالرغم من أن بنكيران لم يُلقِ بالا لتصريحات أخنوش -الذي ألح على شرط إبعاد حزب شباط للدخول في الحكومة- بعد أن ربط دخول الاستقلال ببلاغ مجلسهم الوطني لأمس السبت، الذي أكد مرة أخرى على مبدإ الدخول في الحكومة ووضع النقاط على الحروف في يرتبط بموقف الحزب من وحدة أراضي شنقيط، إلى جانب تنحي شباط عن قيادة الحزب، وكذا تنازله عن الاستوزار، فإن طريقة خروج الاستقلاليين الثلاثة تؤشر إلى أن مسألة حسم بنكيران في دخول الاستقلال لا زال قيد الدرس، أو لربما لا زال لم ينضج بعد في المطبخ السياسي، الذي قد يستدعي التشاور مع هيئات حزب المصباح، بالنظر لصعوبة اتخاذ القرار.

بنكيران استشعر مدى صعوبة اتخاذ القرار النهائي في شأن حزب الاستقلال، بالنظر إلى مدى دقة وحساسية المرحلة، فبالرغم من خلو الاستقلال من شباط “المزعج”، وتبرئة الاستقلال من كل ما نسب إليه من “سوء فهم” من جراء تصريحات أمينه العام بخصوص مورتانيا، إلا أن سياق “الفهم الخاطئ” قد ارتبط بحزب الميزان، بقدر ما ارتبط بزعيمه شباط، وهذا ما يؤرق بنكيران ويضعه في ورطة حقيقية، رغم إظهاره “رباطة جأش” أمام الصحافة أمس السبت، وإلا فلماذا سكت وتأخر عن إعلان موقفه من إشراك حزب الاستقلال في الحكومة.

على أي فجواب حزب العدالة والتنمية عن هذه النازلة السياسية الصعبة، قد توضح الصورة الحقيقية لمصير الحكومة الجديدة، قبل أن يكشف الأحرار موقفهم النهائي.

فإما أن يضحي حزب المصباح بمكتسباته، ويتحمل ضريبة انشقاقات محتملة، ويقبل “بحكومة شبه إدارية” خالية من الاستقلال، أو أن يبقى إخوان بنكيران أوفياء لهم، لتفتح أبواب كل الاحتمالات على مصراعيها، بما فيها إعادة الانتخابات التي ستكون أقواها.

FacebookTwitterWhatsAppMessageShare
تعليقات (0)
اضافة تعليق