بقلم: عبدالعزيز ملوك
مما لا شك فيه أن ما يحدث في سوريا يؤشر لا محالة إلى نسخة جديدة من يوغوسلافيا جديدة وينذر بتقسيم سوريا إلى دويلات؛
كردية،
سنية،
شيعية،
علوية،
ودرزية، وبذلك تكون إسرائيل قد فككت ثاني قوة عسكرية إقليمية وثاني أكبر الجيوش العربية التي كانت تهدد أمنها بعد تفكيك الجيش العراقي إبان حرب الخليج في إتجاه المرور الى خطوة موالية تهدف إلى تدمير الجيش المصري في مرحلة قادمة وجعل الحدود الإسرائيلية العربية خالية من أي قوة عسكرية قد تتخطى حدود إسرائيل وتهدد وجودها.
سياق التنبيه لهذا الخطب الجلل والخطر المحدق بمصر العربية الشقيقة والذي بات قاب قوسين أو أدنى،ليس الا ظهور المسمى “محمود فتحي” جنبا إلى جنب مع الزعيم السوري الجديد أحمد الشرع الذي تم إبلاغه اليوم من لدن السلطات الأمريكية بقرارها القاضي بإلغاء المكافأة المالية التي كانت مخصصة لمن يقدم معلومات تساعد في اعتقاله.
ظهور زعيم سوريا الجديد أحمد الشرع وهو يستقبل الإرهابي المصري محمود فتحي الذراع الأيمن لخيرت الشاطر وأحد أبرز عناصر الاسلام المسلح في مصر الذي يترأس بدوره تنظيم مسلح على شاكلة “جبهة النصرة” في سوريا، ليس وليد صدفة أو مجرد “سيلفي” للفايسبوك، بل هو رسالة واضخة الى من يهمهم الأمر أن الذي يتم تحضيره والتحضير له في مختبرات الموساد وcia أخطر وأكبر بكثير مما يكون ومما نتصور.
أحمد الشرع، إسلامي مسلح وصل الى سدة الحكم في سوريا بمباركة إسرائيل وأمريكا ومحمود فتحي إسلامي مسلح مرشح لنسخ واستنساخ نفس التجربة في مصر التي دعا تيار التغيير في تنظيم الإخوان بها إلى لم شمل الجماعة والاستعداد لمرحلة قادمة تبدو جد حاسمة، في الوقت الذي تتراشق فيه التيارات السياسية المصرية في ما بينها متهمة بعضها البعض بدعم الأسد//وبعدم دعم الأسد//والوقوف في وجه التغيير//، وتحذر وتنذر من مما وقع ومما سوف يقع.
هكذآ إذن، لن يقتصر تأثير زلزال التغيير في سوريا وهروب بشار الأسد إلى موسكو، على سوريا فحسب، بل إن هزاته الارتدادية ستمتد دون شك إلى مصر التي تعيش أوضاعا صعبة على كافة المستويات؛
فالجيش المصري منهك،
والشعب المصري منهك،
والاقتصاد المصري منهك،
وخبراء إخواننا في مصر، ربما لا يقدرون ما حدث وما يحدث من احتلال مزدوج لسوريا سواء بدخول الفصيل الإسلامي المسلح إلى دمشق أو وصول الاحتلال الإسرائيلي إلى جزء من سوريا.
فإذا كان صدر هته الليلة قد ولى، فإن الصبح لناظره قريب… أليس الصبح بقريب.