يوم تنصيه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب يرفع شعار أمريكا أولاً…

بقلم: عبدالعزيز ملوك

عاد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مرة أخرى إلى البيت الأبيض رسمياً، وعاد معه القلق قبل التكهنات بمصير ومستقبل الولايات المتحدة الأمريكية ومعها العالم ككل.
في حضور أزيد من 20 ألف من أنصاره،‏أقيمت مراسيم تنصيب الرئيس الأميركي الغير العادي تحت إجراءات أمنية جد مشددة وتحصينات قوية لمبنى الكابيتول.

على طول مسار يمتد على مساحة أزيد من 48 كيلومتر، تمركز القناصة على أسطح البنايات،وحضرت الكثير من الفرق الأمنية والقوات الخاصة، وطائرات بجميع أنواعها لتأمين حفل التنصيب، خوفاً من تكرار اخطاء سابقة مع ترامب وتفاديا لأي محاولة تمس بأمن الرئيس أو مسرحية اغتياله.

على منصة التويتر X ، ‏غردت كاملا هاريس كما غرد جو بايدن برسالة وداع حيث قال بايدن:
“لقد كان شرفٌ لنا خدمتكم، أيها الشعب الأمريكي”.

‏على المستوى المالي والتكنولوجي حضر كل من إيلون ماسك “اكس”، مارك زوكربيرج “Meta”، جيف بيزوس “Amazon”، شو تشو “TikTok”، تيم كوك “Apple”، سوندار بيتشاي “Google”، سام ألتمان “OpenAi”
ولكن على المستوى السياسي كان من الطبيعي أن يقف الأخطر (جاريد كوشنر مسوق صفقة القرن، وزوجته ايفانكا ترامب الأبنة الأكبر والمدللة للرئيس دونالد ترامب.

‏حضر كذلك، أبناء ترامب وحضر آل بايدن، وبعد شيء من الموسيقي والتصفيق، افتتحت رئيسة لجنة الكونجرس المشترك ايني كلوسر المراسم بخطاب حول الديمقراطية الأمريكية BLA BLA BLA، اما بخصوص العلمانيين والسوفسطائين من أصحاب رواية أمريكا لا تدخل السياسة في الدين فقد غابت الملائكة وحضر الاساقفة للصلاة والدعاء لترامب.

‏خطاب ترامب: ،،،بدأ العهد الذهبي لأمريكا،،،لن يستغل احد أمريكا مرة اخرى وسأضع أمريكا اولاً وسيادتنا، وأمريكا قريباً ستصبح أقوى واعظم وأكثر استثنائية،،،أنا أعود للرئاسة وأنا على ثقة أننا على أعتاب حقبة تغيير،،،وسنحارب الأعداء سواء خارج أمريكا أو داخلها…

‏علينا أن نكون صادقين إزاء التحديات التي نواجهها وأعداؤنا يحاولون التأثير على الكثير من أمورنا…
ثم اتجه بعد ذلك للهجوم على حكومة بايدن حيث قال: حكومتنا فشلت في حماية مواطنينا الذين يلتزمون بالقوانين الأمريكية، بينما دافعت عن مجرمين مدانين…
‏واستمر في الهجوم على النظام السابق…شاهدنا النيران التي كانت تلتهم المنازل في كاليفورنيا ولم يكن لنا أي رد فعل…
نحن عاجزون عن تقديم أي رعاية صحية للكثير من أبناء شعبنا وهذا الأمر سيتغير تماما، لقد انقذني الله من رصاصة في أذني من أجل أن أجعل أمريكا عظيمة مرة اخرى…ثم انتقل الى مدح الداعمين له في الانتخابات
وقال اليوم سأوقع قرارات تاريخية سنستعيد بها أمريكا
… سأعلن حالة طوارئ وطنية على حدودنا الجنوبية، كل الدخول الغير قانوني سيتم ايقافه، وسنعيد المجرمين لمكانهم، وسنعيد سياسة البقاء في المكسيك…وسأرسل قوات خاصة للحدود، وسأفعل قانون عام 1978… وسأعطى قوات الأمن الإمكانية للقضاء على العصابات الحدودية…
‏سأعلن حالة طوارئ خاصة بالوقود وسنستمر بالتنقيب، وسنمتلك أكبر قدر من النفط والغاز وسنخفض الأسعار، وسنفعل القانون الأخضر وستتمكنون من شراء سيارات احلامكم… مخاطبا الشعب الأمريكي.
ثم شكر العاملين في هذا المجال وقال سنفرض ضرائب على منتجات الدول الاجنبية….‏أما في الحكومة لن يكون هناك إلا نوعان، ذكر أو أنثى فقط …وسنبني أقوى جيش في العالم في إشارة الى الجيش الأقوى في العالم…وستركز القوات المسلحة على هزيمة أعدائها…بفضلنا الرهائن في الشرق الاوسط عادوا إلى منازلهم قبل يوم من تنصيبي (يقصد الـ 3 اسيرات)…وسنغير اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا، وستستعيد قناة بنما…

واصل ترامب خطابه ب‏مدح وثناء على رجال المال والأعمال الذين كانوا له سندا له إلى أن وصل البيت الأبيض، مثل ايلون ماسك وقال سيكونون مسؤولين على رفع العلم الأمريكي على كوكب المريخ وكرر مرة أخرى: سياستنا ستكون وجود جنسين فقط ذكر وانثى….
‏وسنضح حداً لكل الحروب (التي اشعلتها وافتعلتها اصلاً أمريكا)… العد الذهبي بدأ الآن، يضيف ترامب، شكراً شكراً.

بعدها ‏أعلن الرئيس الأمريكي أن زيارته الخارجية الأولى تقليديًا تكون لـبريطانيا، لكن في ولايته السابقة كانت زيارته الأولى إلى ‎السعودية بعد أن وافقت على شراء منتجات أمريكية بقيمة 450 مليار دولار. وأضاف ترامب: “إذا أراد حكام المملكة العربية السعودية أن تكون زيارتي الأولى لهم في الولاية الجديدة،عليهم القبول بصفقة 500 مليار دولار،بحيث قال حرفيًا:

“قمت بزيارة ‎السعودية في المرة الأخيرة لأنهم وافقوا على شراء منتجات بقيمة 450 مليار دولار منّا وقلت لهم، سأقوم بالرحلة هذه المرة، ولكن عليكم شراء منتجات أمريكية بـقيمة 450 مليار دولار أو 500 حتى تناسب الرقم المطلوب مع التضخم الذي تشهده الولايات المتحدة الأمريكية”.

‏‎تجدر الإشارة في الأخير إلى أن المتابع للسياسة الأمريكية سيعرف أن هناك دائما خطابان لحكامها، الأول موجه للشعب الأمريكي والناخب الأمريكي على الخصوص والثاني وهو مختلف تماما عن الأول موجه إلى حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية وخصومها، لكن الأهم وما يجب استحضاره هنا هو أن المملكة العربية السعودية دبرت على مر العصور سياستها الخارجية بحكمة وتبصر وهي التي لم تستقبل باراك اوباما وجعلته في المطار وحيدا، والملك فيصل رحمه الله أغلق الخط في وجه هيلاري دون، أن ننسى كذلك أن السعوديه جعلت بايدن منبوذا وهو الذي قال أنه سيعاقبها…

تعليقات (0)
اضافة تعليق