..الإعلام المهزوم !!
بقلم: مسرور المراكشي
بداية لن تجد في الإعلام العربي الرسمي، المواكب لمعركة طوفان الاقصى، مصطلحات نابعة من القرآن والسنة، حيث تصف أحداث هذه المعركة الفاصلة كما يجب، و تسمي الأشياء بمسمياتها و تضع النقط على الحروف، مثلا : ( الجهاد – كافر – مؤمن – يهود – نصارى …)، في نظري هذا خلل إعلامي غير مقبول يجب تصحيحه فورا، فهل نحن أمة نكرة بلا تاريخ بلا أمجاد بلا دين..؟ أليس لنا كتاب حق قرآن منزل يتلى إلى يوم الدين، ألم يبعث فينا نبي مجاهد..؟ إذن فلماذا التردد و الخوف من استعمال هذه المصطلحات، التي تعد من صميم ثقافة المسلم؟ أظن أن ذلك ليس خجلا أو استحياء من النظام العربي، لأن القليل من الأنظمة من بقي فيها شيء من الحياء، في نظري سبب عزوف الإعلام العربي الرسمي عن استعمال الكلمات ذات البعد الديني، قد يكون هذا راجعا لخوف النظام العربي الرسمي من خطر التصنيف، و رميه بتهمة الإرهاب وتشجيع التطرف الديني، رغم أن المحتل طالب بدولة يهودية خالصة، و قيادته لا تتردد في الرجوع إلى أحكام التلمود و التوراة، بل طالب الإرهابي نتنياهو بتطبيق نبوءة سفر إيشعيا، وهي قمة في الهمجية والتطرف و الدموية، حدث ذلك تحث سمع ونظر إعلام الغرب المنافق، الذي لم يحرك ساكنا وكأن الأمر بسيطا، ولا يستحق الإدانة بل حتى مجرد تنبيه،
إن هيمنة الإعلام الغربي و كذا توجيهه و تأثيره، في الإعلام الرسمي العربي واضح في معركة طوفان الاقصى، حيث أصبح مصطلح (حرب) غزة، هو الأكثر تداولا في الإعلام العربي الرسمي، و غاب مصطلح الجهاد عن التداول، ولن تسمع مثلا كلمة الجهاد في غزة، وهذا أمر مقصود نظرا لدلالة المصطلح و رمزيته الدينية، وإن كان الغرب ينزعج من كلمة جهاد، فهذا شأن يخصه لوحده، ثم لسنا على كل حال مطالبين بمراعات مشاعرالسيد (الأبيض)، والطريف في الأمر أن عشرات الأفلام الدينية، التي تبثها القنوات الرسمية العربية، تعج بمصطلحات ذات بعد ديني واضح، لكن مباشرة بعد نهاية فلم الرسالة مثلا، يتم الإنتقال لغرفة الأخبار مع آخر مستجدات طوفان الاقصى، ثم يظهر التناقض المضحك المبكي، حيث تغيب كل مصطلحات الجهاد ومشتقاته، وكأن نشرة الأخبار تبث مباشر من باريس أو واشنطن، حيث تنقلب كل مصطلحات فلم الرسالة رأسا على عقب، مثلا الشهيد يصبح قتيلا والشهداء قتلى أو ضحايا، كما يصبح المجاهد مقاتلا، والجهاد مجرد “حرب ” أو قتال بين طرفين، المهم استعمال مصطلحات علمانية باردة قد تبدو محايدة، لكن فيها الكثير من الخبث و التضليل الإعلامي المؤدلج، رغم أن المعركة كما يصفها الناطق الرسمي باسم كتائب القسام، المجاهد أبو عبيدة حفظه الله هي بين معسكر الكفر والايمان، هنا لم يعد أبو عبيدة ناطق باسم كتائب القسام فقط، بل أصبح ناطقا رسميا باسم الأمة الإسلامية قاطبة، يخاطب فيها الوجدان والروح و تشعر معه بالعزة والكرامة، حيث ينصت له المسلمون بقلوبهم قبل آذانهم، لقد رأيت حرية التعبير فقط في الإعلام الرياضي، فعند نقل مباراة مهمة في كرة القدم، سواء بين دولتين أو في الدوري المحلي، يسمح للمعلق استعمال كل المصطلحات الحربية بلا رقابة، حيث يمكنه الصراخ والحشد والتحريض، و التكبير والتهليل كأنه يقود جيش القادسية، ولا يمكن سجنه أو اعتقاله ولا رميه بتهمة الإرهاب، أو التحريض على العنف و الكراهية، إن الغرب يا سادة يميز بين حرب وأخرى، فعندما يعلن البابا( خرياتوس ) الثامن عشر الحرب، على المسلمين باسم الرب “يسوع”، فهذه الأخيرة تكون حرب (مقدسة)، حيث يتقدم الصليب صفوف جيش النصارى، في مواجهة الهلال عند جيش المسلمين، هذا حدث في ما سمي بالحروب الصليبيه، وباقي الحروب التي يعلنها الرؤساء لا تصنف ب (المقدسة)..!!، يعني أن هذه الحرب لم تحصل على شهادة الايزو ISO, لأنها لم تأخذ البركة من الكنيسه، خلاصة القول : على الإعلام العربي الرسمي أن يعبر عن الشعوب، إن كان فعلا يمثل هذه الشعوب كما يزعم، الأن هذه الشعوب العربيه المسلمه تؤمن بالله ربا، وبحمد صلى الله عليه وسلم نبيا، و بالقرآن كتابا منزلا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، إذن فكلام CNN وBBC وغير هم من وسائل إعلام الغرب، نعتبر كلامهم مجرد وجهة نظر قد تصيب أو تخطئ، باختصار شديد لسنا مجبرين على تبني وجهة نظرهم، لا في السياسه أو الثقافة أو الدين، و لا يجب التماهي مع إعلام الغرب دون تمحيص لمقولاتهم، أو ترديد أقوالهم كأنها وحي منزل، فلا حاجة لنا بإعلام الببغاوات نريد إعلاما مستقلا، في النهاية لا يصح إلا الصحيح (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} [الرعد وإنه لجهاد نصر او استشهاد.