…تمثال الثلج..!!!
بقلم: مسرور المراكشي
هناك مثل مشهور يقول: (حبل الكذب قصير)، وهو كذلك رغم أن كذبة قد عمرت أزيد من 75 سنة، وهي عمر دولة الإحتلال الصهيوني لفلسطين، واليوم بدأ العد العكسي لزوالها، والسر في ذلك هو انكشاف أمرها أمام العالم، حيث لم تكن سوى مجرد تمثال عملاق لكنه من ثلج، وهو الآن تحث رحمة شمس المقاومة الفلسطينية الملتهبة، ولن يستطيع الصمود لمدة طويلة رغم المظلة الأمريكية الكبيرة، وبسط الغطاء الأوروبي فوق الكيان، وذلك في محاولة
يائسة لتبريد أجواء معركة طوفان الأقصى، لكن عملية دوبان التمثال مستمرة ومتسارعة، وحرارة المقاومة المسلحة في ارتفاع صاروخي متصاعد، أظن أن الكيان الصهيوني ومساعديه في وضع جد حرج، وأقصى مايمكن أن يفعلوه هو إبطاء عملية دوبان التمثال، لكن هيهات الوضع قد خرج عن السيطرة، فإن كان أبو عبيدة قد وصف جنود الاحتلال بـ(جيش الحفاضات)، وبمناسبة الحديث عن تمثال الثلج، فأنا أضيف أنهم جيش من (أيس كريم)، لن أتحدث هنا عن الإنجازات العسكرية الكبيرة للمقاومة، ولا عن الصمود الأسطوري لشعب غزة، ولا عن الدعم العالمي المتصاعد للقضية الفلسطينية، كل هذا لا يجادل فيه أحد بل أصبح واقعا ملموسا، لكنني ساحدثكم عن إنجاز وقع فيه جدل كبير، قد يبدو للوهلة الأولى أنه يشكل إخفاقا وحيفا في حق المقاومة والمقاومين، لكن بشيء من التأمل و الايجابية، يمكن أن نرى فيه بصيصا من شعاع الأمل، لقد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية بلأمس قرارا، يمكن اعتباره خطيرا تاريخيا و مفصليا في نفس الوقت، يؤرخ لبداية فصل جديد من الصراع القانوني مع المحتل، لقد أصدر المدعي العام للجنائية الدولية مذكرات اعتقال، وذلك في حق مجرمي الحرب الصهاينة نتن ياهو ووزير دفاعه، لكن القرار أقحم أسماء مقاومين في مذكرة الإعتقال، هنا ثار النقاش حول جدلية مساواة الضحية بالجلاد، ففي رأي هذا يعد أمرا رائعا وجميلا أليس كذلك..؟، لم نكن نحلم بتحقيق هذه المساواة مع العدو الصهيوني، لما يزيد عن 75 سنة ارتكب فيها مجازر وجرائم حرب، وكان دائما العقاب والإدانة تقع على الفلسطيني وحده، واليوم تصدر الإدانة في حق الجلاد كذلك، وهذا يؤرخ لنهاية إفلات العدو الصهيوني من الإدانة والعقاب، طبعا هذه عدالة ناقصة عرجاء عوراء، لكن كما يقال مشوار ألف ميل يبدأ بخطوة، وهذه (المساواة) لم تكن لتتحقق لولا صمود المقاومة، ولكم مثل: لنعتبر المدعي العام للجنائية الدولية، مجرد حكم دولي منحاز ومرتشي وفاشل، وقد طلب منه التحكيم في مقابلة كرة قدم بين فريقين: الأول هو الفريق الأرجنتيني الفائزبكأس العالم، والثاني فريق هاوي من الدرجة الثالثة، نتيجة المباراة هي التعادل في كل شيء رغم التحكيم السيء، تعادل في البطائق الحمراء وتعادل في ضربات الجزاء، وفي عدد الأهداف المسجلة، خلاصة: الفريق الهاوي هو المنتصر نظرا لظروف المقابلة، ولفرق القوة الهائل بينه وبين الفريق الخصم، أما الفريق الارجنتيني فعنده تعادل لكن بطعم الهزيمة، هذه هي حقيقة قرار الجنائية الدولية بلأمس، وهو نفس الشيء تقريبا قد وقع في مبارة المقاومة والعدو الصهيوني،
حيث اعتبر هذا الأخير نتيجة التعادل أي ( المساواة) هزيمةمذلة، واعتبرت شخصيا النتيجةنصرا للمقاومة الفلسطينية، طبعا في انتظار الأفضل مستقبلا إن شاء الله، إن المعركة مع الصهاينة ياسادة تحتاج لنفس طويل، تسجيل الضربات و مراكمة الإنجازات مع الصبر والتحمل، ومن بشائر النصر القادم بعون الله، برغم أن الحصار محكم بأيدي عربية، لكن الله فتح قلوب العالم للفلسطيني، فاينما حل وارتحل تفتح له القلوب قبل الأبواب، والعدو هو الذي أصبح محاصرا اينما حل وارتحل، أليست هذه نعمة تستحق الشكر..!!
مسرور المراكشي يقول للمقاومة حفظكم الله، آواكم الله، ثبتكم الله، نصركم الله، وإنه لجهاد نصر أو استشهاد ✌