كحلي يشرح الامتيازات المتاحة للأطفال المتضررين من الزلزال والذين يحملون صفة “مكفولي الأمة”

بالواضح

قال الباحث في مجال العلوم القانونية الأستاذ ياسين كحلي إن حقوق وامتيازات مكفولي الأمة مرتبط بالتشريع المغربي الذي يلزم الأمة برعاية الأطفال المغاربة الذين فقدوا والدهم أو سندهم الرئيسي نتيجة مشاركتهم في الدفاع عن حوزة المملكة، أو عند القيام بمهام المحافظة على السلم، أو في عمليات إنسانية بأمر من القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية. ويشمل ذلك أيضا الأشخاص الذين أصبحوا عاجزين بسبب تلك الأحداث.

 

وقال المتحدث في حديث لجريدة “بالواضح” إن القانون رقم 33.97 المتعلق بمكفولي الأمة حظي باهتمام ملكي من أجل مواكبة أحداث ونتائج الزلزال الذي عاشه المغرب مساء يوم الجمعة 08 شتنبر 2023 قرابة الساعة الحادي عشر ليلا واثنا عشر دقي، والذي سجلت بؤرته بمنطقة الحوز، بمعدل سبع درجات بسلم ريختر، وقد أعطى جلالته أمره السامي المطاع للحكومة من أجل التسريع في تنفيذ برامج استعجالية من بينها منح صفة مكفولي الأمة للأطفال ضحايا الزلزال المذكور.

 

وفيما يلي النص الكامل للحوار الآتي:

 

س – كيف ستتم عملية التكفل بالأطفال اليتامى الذين فقدوا أسرهم وأصبحوا بدون موارد بسبب زلزال الحوز؟ وما هي الميزات والخدمات التي سيستفيدون منها بفضل قرار جلالة الملك محمد السادس؟

ج – وفقا لبلاغ أصدره الديوان الملكي يوم الخميس 14 سبتمبر الجاري، وبعد اجتماع عمل مخصص لتفعيل البرنامج الاستعجالي لإعادة إيواء المتضررين والتكفل بالفئات الأكثر تضررا من زلزال الحوز، تم التأكيد بوضوح على أن مسألة التكفل الفوري بالأطفال اليتامى الذين فقدوا أسرهم وأصبحوا بدون موارد تحظى بأهمية بالغة وأولوية قصوى في أجندة جلالة الملك محمد السادس.

وفي هذا السياق، كشف البلاغ أن جلالة الملك محمد السادس أصدر توجيهاته السامية بإجراء إحصاء دقيق لهؤلاء الأطفال اليتامى ومنحهم صفة “مكفولي الأمة”، مما يمثل تعبيرا عن التزام جلالته الراسخ برعاية هؤلاء الأطفال وتوفير الحماية الخاصة لهم.

وتأتي دعوة الحكومة للمصادقة على مشروع تعديل قانون مكفولي الأمة بأمر ملكي في أسرع وقت ممكن بهدف العمل على إنقاذ هؤلاء الأطفال من الصعوبات التي يمكن أن يواجهوها بعد هذه الكارثة الطبيعية، وضمان حمايتهم من أي مخاطر محتملة.

فيما يخص تفاصيل عملية التكفل بالأطفال اليتامى الذين فقدوا أسرهم وأصبحوا بدون موارد، ستتضمن هذه العملية إجراءات رامية إحصاء دقيقة مع تحديد احتياجاتهم الفردية. كما سيتم منحهم صفة “مكفولي الأمة” وتقديم الدعم المادي والمعنوي الضروري لهم. و ستتوفر لهمكذلك الرعاية الصحية الأساسية في المرافق الصحية المدنية والعسكرية.

بالنسبة للامتيازات والخدمات التي سيستفيد منها هؤلاء الأطفال، فستشمل تسهيلات في التعليم وعلى مستوى فرص الوظائف، إضافة إلى إعفاءهم من رسوم التنبر والتسجيل المجاني للوثائق المتعلقة بهم.

و سيتم كذلك تحديد الحيز الزمني بشكل تفصيلي لهذه الإجراءات من خلال المشروع تعديل قانوني سيتم المصادقة عليه من قبل الحكومة في قريب الأيام.

س – ما هي المكاسب والحقوق التي يتمتع بها “مكفولي الأمة” والتي تم ذكرها القانون رقم 33.97 ؟ وما هو المستجد بخصوص هذا القانون؟

فالمقصود من “مكفولي الأمة” الذي ذكر في بيان صادر عن الديوان الملكي، هم أفراد يتمتعون برعاية اجتماعية تتضمن جانبين أساسيين: الأول المعنوي والثاني جانب المادي.

كما هو معلوم أن مكفولي الأمة يحصلون على إعانة سنوية إجمالية يتم صرفها للأولياء الشرعيين للأطفال اليتامى المشمولين بهذا البرنامج إلى حين بلوغهم سن الرشد القانوني، أو حتى يتزوج البنات منهم، أوينقطعوا عن متابعة الدراسة،وفق منطوقالمادة 12 من الظهير الشريف 1.99.191 الصادر في عام 1999 لتنفيذ القانون رقم 33.97 الخاص بمكفولي الأمة، كما تم نشره في الجريدة الرسمية عدد 4722 بتاريخ (02 شتنبر 1999).

بالإضافة إلى ذلك، يقر نفس القانون على أن الدولة تتحمل بعض أو جميع المصاريف المتعلقة بالنفقة، والرعاية الصحية، والتمرين المهني، والتعليم الضروري لضمان نموهم الطبيعي. وهذا يأتي طبقا للمادة 15 من القانون رقم 33.97.

أما المادة 16، تؤكد على أنه يتم قبول مكفولي الأمة بأسبقية في المدارس الابتدائية، وفي حال كانوا يتابعون دراسة ثانوية أو دراسات عليا، يكون لهم أيضا حق أسبقية في الحصول على منح دراسية. وهم أيضا يستفيذون بنفس الأسبقية فيما يتعلق بمؤسسات التمرين أو التعليم المهني، سواء كانت هذه المؤسسات عامة أو خاصة.

فيما يتعلق بالمادة 17 من نفس القانون، تشيرإلى أن مكفولي الأمة يحظون بأسبقية في الالتحاق بالوظائف العامة في مختلف إدارات الدولة، والمؤسسات الحكومية، والجماعات الترابية. كما يمكنهم المشاركة بأسبقية في امتحانات الالتحاق بالكليات والمدارس الوطنية الكبرى.

ونؤكد توقعنا بتعديل هذا القانون ليشمل جميع الأشخاص الذين يُمنحون صفة “مكفولي الأمة”، بما في ذلك الأطفال اليتامى الذين يكونون ضحايا للكوارث الطبيعية، مثل زلزال الحوز.

س – ما هي في نظركم أهم الإمتيازات التي قد تمنح للأطفال ضحايا هذا الزلزال؟ وكيف يمكن تقديم هذه الإمتيازات لهم وضمان استفادتهم منها بشكل كامل؟

ج – بحكم منح جلالة الملك محمد السادس صفة “مكفولي الأمة” للأطفال الذين فقدوا أسرهم وأضحوا بدون موارد نتيجة لتأثير الزلزال الذي ضرب مناطق مختلفة في المملكة المغربية. ليأتي هذا الإجراء مرفقا بمجموعة من الامتيازات والمكتسبات المادية و أخرى المعنوية.

و يتجلى هذا القرار في الوضعية القانونية الاستثنائية التي منحت لهؤلاء الأطفال، ويعكس الالتزام المتين من قبل جلالة الملك محمد السادس والحكومة المغربية بمعالجة هذه الأزمة الإنسانية والاجتماعية التي نتجت عن زلزال الحوز. بالإضافة إلى ذلك؛نجد أن القانون رقم 33.97 الخاص بمكفولي الأمة، والذي ينص على تقديم الدعم لأبناء شهداء الواجب الوطني من القوات المسلحة الملكية والقوات العمومية بشكل عام، قد منح الصفة نفسها للأطفال ضحايا هذا الزلزال هو تجسيد أنساني وتعبير المملكة المغربية عن اهتمامهابأبناء شهداء الوطن.

إنهذا النظام التشريعييتيح للأطفال الذين لم يبلغوا سن الرشد القانوني بموجب المادة 209 من مدونة الأسرة الصادر بتاريخ (05 فبراير 2004) التي تقييد ما جاء في البند الأول من المادة الثانية من القانون رقم 33.97 والذين فقدوا معيلهم أو أحد والديهم الاستفادة من مجموعة الامتيازات، بما في ذلك الأولوية في التعليم والتدريب في المدارس والجامعات، وفتح أبواب الوظائف العامة أمامهم، بالإضافة إلى الحصول على العناية الصحية المجانية. ويمنحون أيضا منحة سنوية.

إن هذه الإجراءاتالمتخذة تسمو بطابعهاالاستراتيجي الذي اقره جلالة الملك محمد السادس هو التزام قوي يحمل ضمانات لحماية هؤلاء الأطفال الذين فقدوا أسرهم ومواردهم نتيجة لتأثير الزلزال في منطقة الحوز. و يتوجب على الحكومة اتخاذ خطوات فورية لتوسيع نطاق الخدمات التي تقدمها مؤسسة الحسن الثاني لقدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير لتشمل هؤلاء الأطفال.

اترك رد